اسم الكتاب:الشريد
اسم الكاتب:خالد عبد الجابر
دار النشر: بتانه
عدد الصفحات:311
سنة الإصدار:2021
التقييم ⭐️⭐️⭐️⭐️
■عالم غريب، ربما لم يتخيَّل أنه سيعيشه أو سيعرفه إلا من الروايات والحكايات، تقرأ سطورها ثم تردِّد بينك وبين نفسك إنه مجرد وحي خيال المؤلف، فالحياة ليست بمثل تلك القسوة، ولكنك حقًّا لا تدرك أنها ربما تكون أكثر قسوة من خيالاتك وأحلامك السوداء.
في عمله الاول يأخذنا الكاتب لنعيش حياة لم نتوقعها يوما ولا حتى في احلك الظروف على لسان بطل الرواية ولكنها الحياة ومفاجآتها.
يستيقظ البطل ليجد نفسه بمستشفى عام يتلقى العلاج إثر إصابته بحادث مروع فنجى من موت محقق ولم تكد فرحته تكتمل ليكتشف انه فقد ذاكرته لا يعرف سوى انه كان بصدد توصيل رساله مصيريه لأحدهم لمن وأين وما هي الرساله لا يعرف ولا حتى شخصيته وما زاد الامور سوءاً انه سرق أثناء الحادث ليصبح بين يوم وليله مشرد.
أبى الكاتب إلا ان يكون هو البطل الحقيقي ليتقمص دور البطل ويصبح هو الطبيب فيأتي على موطن الألم ويشرحه بدقة ويقف على اهم أسبابه وكيفية علاجه. التشرد وما هي اسبابه وكيفية علاجه وعدم السكوت عنه.
نعايش مع البطل من أُكره على التشرد مثله فقد حاول جاهدا ولكن لا مفر ولا منجى مما كتبه القدر عليه، ومنهم من تخلى عنه زويه بعدما كان السند في اول محنة له مثل عم حسين ، ومنهم من لجأ للتشرد بدافع القهر والخذلان ، ومنهم من لجأ له بدافع الهرب من قسوة الزمن وذل الحياة مثل عبد الرحمن أكثر من فطر قلبي منهم ولكن الله كان ارحم من ان يستمر عذابه.
ووسط كل ما كان من واقع مؤلم مرير ووسط حياة جارت عليهم لحد ان يلفظوها هم ويزهدوا مرارتها نجد شعاع الضوء ملك التي تسعى للأفضل وتبذل كل ما في وسعها لإحداث الفرق ورفع المعاناة عن غيرها.
كل هذا في إطار لا يخلو من المتعه والتشويق بأحداث متتاليه لا تدع مجال للملل وكثير من المفاجأت حتى اخر صفحات الرواية وبلا إغفال للواعظ الديني والروحي في جبلة الإنسان .
كانت اللغه فصحى سردا وحوارا والشخصيات ملائمه جدا كل في مجاله والحبكه ممتعه وجاء الغلاف معبرا عن حال البطل خلال الاحداث كما كانت النهايه كما قال الكاتب جاءت تماما كحكايات الجدات عن جمع شمل الاحباب والنهايات السعيدة وبرغم توقع بعض الاحداث الا ان التعمق في تشريح نفوس الشخصيات حال دون الملل.
في إنتظار العمل القادم.
#نادي_القراء_المحترفين
#رواية_الشريد
#خالد_عبدالجابر