ترميم الذاكرة: ثورة 23 يوليو 1952م واللسان العربي - العلاقات ومجالات التشغيل والآثار
تأليف
د. خالد فهمي
(تأليف)
إن الدراسات اللغوية الحديثة، التي بدت باكورتها اليانعة، على يد بعض خريجي «دار العلوم» ثم حمل لواءها، وتولَّى قيادتها أساتذة أقسام اللغة العربية، في جامعات مصر والمنطقة العربية ـ وخاصة قسم اللغة العربية بآداب القاهرة ـ يسري الآن حثيثًا من مئويته الأولى، وقد كان هذا الضرب من الدراسات بأصوله القديمة، ونضجه المعاصر، من أكثر الدراسات حيوية وتطورًا ، خلال ثلاثة الأرباع من القرن المشار إليه آنفًا، وسجلت إبداعات وإنجازات في مجالات الصوتيات والدراسات العملية، ومجال الدلالية ودراسة «المعنى» واستطاعت أن تغطي مفهوم السياق اللغوي حضورًا معاصرًا، اليوم على المواريث العريقة ـ وخصوصًا في علمي البلاغة القديمة ، وأصول الفقه الإسلامي، وبحوث الدلالية، إلى غير ذلك من الإنجازات العلمية، في مجال اللهجات العربية القديمة والحديثة، ودراسات «الغريب اللغوي» والدخيل، وما يتصل بذلك من مظاهر التقارض اللغوي، والتناقض الفكري، في مناطق التخوم اللغوية، وتلك شؤون يعرفها المختصُّون، والعاكفون على فروع البحث اللغوي المعاصر خير معرفة، وكلها تزيد من دوائر الاستغراب والعجب ـ والأسى أيضًا ـ أن تفلت الأحداث الكبرى، البالغة الخطورة في تاريخ الأمة العربية ولغتها، في منتصف القرن العشرين الميلادي، من أيدي الدارسين اللغويين، وخاصة المشتغلين منهم بعلم اللغة الاجتماعي أو التاريخي.