في هذه المجموعة القصصية البديعة التي عشقتها وامتزجت بروحي تكتب إيمان جبل اسمها بأحرف من نور في سماء الأدب العربي المعاصر، فلها مني تحية تقدير وعرفان تموج بالمتعة الخالصة، متعة السرد الآثر والحوار الموّار بنبض الحياة والغرائبيّة التي تمتزج فيها الثورة بويلات الحروب بمزيج عجيب يتماهى بين الرؤى والأحلام
لا أحد ينجو من آنا فونتينا > مراجعات رواية لا أحد ينجو من آنا فونتينا
مراجعات رواية لا أحد ينجو من آنا فونتينا
ماذا كان رأي القرّاء برواية لا أحد ينجو من آنا فونتينا؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
لا أحد ينجو من آنا فونتينا
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Dina A. Ali
هذه هي المجموعة القصصية الأبهر والأمتع والأكثر حرفية بين كل ما قرأته هذا العام.
هنا نحن بصدد أبطال متفوقين في الوعي الذاتي الخاص، ولكن لكل منهم تجربته الحكائية المختلفة جملة وتفصيلا.
بداية، برعت المؤلفة في الإمساك بخيط التجربة السردية بحيث لا تطغى تفاصيل أبطالها على الصورة العامة للشخصية في كل قصة؛ فتجدها كلاعب الماريونيت البارع الذي يحترف الإمساك بخيوط عالمه وكل هذا يجعلني أتوقف لأحكي تجربتي مع قلم إيمان....
فهل تكتب إيمان مثلنا بالقلم أم بريشة رسام فريدة محكمة الصنع مخصصة للتجريب الخالص...
تجريب الحكي، وتجريب السرد، وتجريب القفز في حيز المكان والزمان.
والأهم من كل ذلك تجريب اللغة...
وهنا أريد أن أتوقف كثيرا، فاللغة كانت تغير جلدها وتراوغ في كل قصة بشكل غريب ومبهر معا..
فاللغة على لسان رحمة ليست كلغة حبيبها مدرس الكتابة الإبداعية حتى وإن كان أحدهما منحدر من الآخر، ولغة منار المذبوحة تختلف عن لغة عصام عبدالفتاح الأبية الشامخة حتى في انكسارها.
ولغة زينب التي لاتنتصر سوى لنفسها في مبارزة أمام لغة صابر الشفيفة المحلقة ...
تلك المبارزات اللغوية التي تفردت بها هذه المجموعة الشهية جعلتني كمن يقع بوعي وبدون وعي تحت تأثير دمى الماتريوشكا الروسية والتي تتضمن من المفاجآت والخفايا والأسرار ما يجعلها تجربة شهية مغوية بكل تفصيل وبكل حدث، وسأعرض بالتفصيل تجربتي مع كل قصة:
١- حريق مكعب التلج :
وهنا نحن أمام لقاء فريد من نوعه بين رحمة وبطلها "الحزين" كما تسميه، بعد فراق دام أكثر من عشر سنوات وها هو الآن يعود ليتحصل عليها، فما كان منها إلا أن منحته وداعا خالدا يكسر الروح.
وقعت تحت سحر رحمة التي تحمل صفات الخالق _كما يشبهها حبيبها "الحزين"_في الإمساك بالمقادير والهدوء الرزين والحكمة المطلقة والذي يتجسد في براعتها في جرش الثلج على مهل في لحظات تحتد فيها الجمل الحوارية تماما كالكميائي البارع الذي يضيف أو ينقص من مواده الكيميائية لتخفيف وطأة تركيز مركب بعينه ....
في هذه القصة برعت إيمان في تفكيك شفرة الانتقام الإلهي المحسوب والذي تجلى في ميكانيكية الوداع المؤلم التي حاكتها الكاتبة بنعومة قاتلة كما فعلت رحمة تماما...
أعجبت بشدة برمزية مشهد جرش الثلج، وإسقاط حركات رحمة وكلماتها على عملية الفراق نفسها خطوة خطوة.
٢-مصطفى سعيد يبعث من جديد
أنت هنا أمام عجز الرجال المدهش حد الصمت المقدس، رجال فضلوا أن تظل صورهم مشوشة بأذهان ذويهم بإرادتهم خاصة بعد أن حاول مرارا أن يفكك إحكام زوجته لف خيوط العالم حول عنقه قبل أن تخرج بلا رجعة ليقع في شراك معاناته مع فاطمة الابنة المتمردة والضحية في آن واحد والتي تسعى للحصول على أمومة جديدة وهرب جديد وتترفع عن تعبيرها عن تعطشها للجو الأسري ولاستعادة صورة أمها، ولكنها تنسج جدارية مع الطبيعة الأم التي ترفعها لمكانة الإله الذي سيمنحها بذور الأمومة والبنوة في نفس الوقت.
وذهبت جميع محاولاتها سدى ولم تفلح في الظفر بدودة حتى تحررها من مخاوفها....
لتعود فاطمتنا لتخفيف خيبتها عن طريق الولوج للعالم السحري للكتابة عن طريق استحضار صورة البطل الأيقوني مصطفى سعيد في كتاباتها بدفترها السري والذي نجحت صورته العاتية رغم غيابها المادي في كشف ضآلة إشعاع الكره المزيف المضمر ناحية الأب المحطم ...
وهذا هو حالنا جميعا مع الكتابة ، فالكاتب يتعرى تماما في حضرة دفاتره ويحقن بمصل الحقيقة في حضرتها فيصل مفعوله للقاريء فوريا شفافا صادقا كصدق المشاعر المخبأة.
أعجبني كيف تمكنت الكاتبة من تحويل الوضع الكارثي لمأساة فيضان السودان لبقعة مباركة لتنوير قلب أب وابنته.
٣- لا أحد ينجو من آنا فونتينا
الصديق تامر في زيارة ل
( عصام عبدالفتاح/ الدون كورليوني) في مصحة إعادة تأهيل نفسي ليجلس الدون ينفث الدخان الذي يتصاعد ليضيع في العدم كصاحبه وكأنه بمثابة ترياق الحقيقة وصوتها الدامغ فينطلق عصام كورليوني كما أسميه أنا في خطبة عصماء تفضح صرخات رجولة انتهكها القهر،موجهة لجمهوره الوحيد "تامر" ليذيلها بمقولته الرائعة:
*أنا ابن الأصل، وأنتم جميعا أولاد وسخة *
حتى تخترق المشهد رفيقته في المصحة والحياة والقهر منار أو جميلة بوحيرد كما يسميها رفقاؤها ، منار ذات الوشم السهمي الدقيق، البطلة المغتصبة بالتناوب في ذكرى يوم ١١ فبراير(تنحي مبارك ) !!!!
هنا استوقفني اختيار الاغنية المدهشة نعيش لمصر نموت لمصر لأغنية أخرى عظمى وهي رفعنا العلم ورفعنا وربك نصرنا؟
فهل ربك نصرنا حقا؟ وإن كنا كللنا بالنصر فكيف للاغتصاب أن يكون في يوم الشهامة والكرامة؟
ولم يكون رفعة العلم سقوطا لحامليه؟
ما هذا العبث؟ هل حقا نحن نعيش لمصر ونموت لمصر؟ أم أن انفاسنا يطبق عليها ولا تتوقف لتلتقط زفراتها من باب المجاملة حتى في يوم العزة!!!!
و الذي أصبحت خيام الحرية والكرامة فيه دونما عن بقية أيام الله مرايا لخروج الشياطين وأضحت ذكرى الشرف المكتسب محض ذكريات تفند التكريس لهتك الأعراض!!!
ولزيادة الطين بلة يكلل القدر الأخرق بطلتنا بهدية فقدان بذرة بطنها الحرام، والتي نخرت الحسرة قلبها جراء حرمانها من رؤية وليدها الذي أخذ رغما عنها وألقي أمام أحد دور الأيتام في طقس شاعري يتناسب مع سوداوية حظها.
وهنا بالذات تأخذنا الكاتبة البارعة لمشهد بكائي عظيم يصور أقصى مراحل الجنون والقهر.
انفصال البطل اللا مبالي عن الواقع وتركيزه لعصارة القهر والأحلام المبتورة والأنفس الشرقانة للفرح في تحسره الجميل على الوليد المفقود، حتى لو كان من مصدر محرم أو نجس. ليجرد من أدنى حقوقه في الحياة وهو الحصول على طفل ابن للثورة وأد ويا للأسف مع حلم الثورة التحرري الوليد ..
أنا معجبة جدا برمزية الكاتبة، تجسيد الثورة بالعجوز، وجنين الثورة بالابن الضائع الذي لن يعرف أبدا مصيره، أو نسبه!!!
٤- حلاوة زينب
زينب ذات الكوابيس النهمة التي تقض مضجعها تعيش مع صابر الرجل مبتور الروح الذي كسرته الحرب وغرق في بحور الصمت، تحاول أن تنخرط في صنع حلاوة النتف لتتحايل على خيباتها ليأتي الحزن في كل مرة لنتف ما تبقى من أمل....
تحاول زينب إصلاح ما يمكن إصلاحه وفقا لبدائية عقليتها أن تلجأ إلى رقية الطفولة، وبعض آيات من الذكر الحكيم وكأن تلك الحلول هي بمثابة انقشاع المشاكل وعموم السلام في الأرواح الخربة...
تحاول المرأة مرارا أن تأخذ حقها من الحياة بيديها حتى إنها تهجم على الزوج الواهن بتلوعات غليظة لا تفهم لغة أوجاعه، في تجسيد لإشكاليتها وحدها وتوحيدها لمعنى الحياة الوحيد في عينيها باختلاط الحطام البشري بالماء الذي ينتج مخلوقا جهنميا ولو بالوهم، ولو بمجرد كلمات حارقة تسمم بها بدن صابر وتُمَنيه بالحياة في الوقت نفسه كما تتخيل.
كأختها التي لم تتوقف عن الإنجاب منذ أن تزوجت وحتى في محاولة عاجزة لتخفيف حمله في ذكاء فطري للمرأة حتى لو كانت بسيطة التفكير، ليخرج عن صمته أخيرا ليعود إلى الصمت الأخير المفضي إلى الموت.
وهكذا يعود الرجل متقوقعا داخل عزلته ليبتعد عن دور بطولة أخذه رغما عنه في البيت وفي الحرب والتي عجز حتى عن صد مضاجعة احتلالها لأرضه ليعيش بلا شرف لذكرى محارب أضحى يعيش مع أشباح زملائه حسين وعوض، مع جثة زينب الحبلى باليأس، زينب العائشة على لذوعة الليمون وحلاوة السكر !
أعجبتني النهاية المنطقية المؤلمة للقصة.
للريفيو بقية، يتبع...
-
Aya Gamal
طول قراءتي للكتاب وأنا أفكر بما سأبدأ المراجعة؟
"بكلمات قصيرة ومعاني عميقة تأخذنا الكاتبة في رحلة يصعب الرجوع عنها، كما يصعب الصعود إلى غيرها"
أم أبدأ هكذا:
"منذ فترة طويلة وأنا أتجنب القراءة في الأدب المصري المعاصر، وذلك ليس افتقدادا للمحتوى الهادف أو الحبكة المنطقية أو الخيال الخصب رغم أن جميعهم مفقود ولكن السبب الأكبر هو الافتقاد "للغة"، اللغة التي تجعلك تطوى الصفحات طيا، اللغة التي تجعلك تبكي وتضحك وتعيد قراءة الكلمات مرة بعد مرة لينال عقلك نشوته وتنال روحك لذتها، كما فعلت إيمان".
أخيرا قررت أن تكون المقدمة كذلك:
"إيمان كاتبة مصرية ولكنها تحمل روح الأدب اللاتيني، يتداخل أسلوبها في عقلي مع العظيمة إيزابيل الليندي، الرحلة التي تقطعها وأنت جالس بعقلك بين الكلمات، تخرجك من الحاضر لتعود بك إلى الماضي السحيق ومنه للماضي القريب ثم تخرج من قصتها لتذهب بك إلى مكان آخر وقضية أخرى و تعود لتكتشف أن ما بين القصتين رابط عميق، ثم تعود إلى الحاضر وقد بدوت شخصا آخر.
ترى أن القضية معقدة، أليس كذلك؟ لا إطلاقاً، كل ما سبق تفعله بك في ثلاثة سطور."
حسنا قد استقريت على هذه البداية:
"لم تكن تغني ماجدة الرومي لحبيبها حين قالت: (يسمعني حين يراقصني كلمات ليست كالكلمات) بل إلى إيمان، فكلماتها التي تراقص عقلك ليست حقا كالكلمات بل هى السحر."
-
Mariam Mohamed Aboelneel
اسلوب الكاتبه بسيط وعميق ومميز فى السرد والانتقال بين العوالم، كتاب أنيق وراقى كتصميم وغلاف، محتوى هادف يعبر عن مشاعرنا ويشبهنا ويتفهم عقل المتلقى،الكلمات بسيطه وغير معقده وطريقه السرد ممتعه تجذب القارئ دون الشعور بالملل، امضيت وقت ممتع ولطيف بين احداثها
-
Mohamed Osama
#ريفيوهات
-لا أحد ينجو من آنا فونتينا.....لا أحد ينجو من الواقع
بأسلوب متنوع بين السهولة وبعض من التعقيد "من خلال الحبكة لصنع حالة مناسبة" تجتمع القصص حول شيء واحد -وإن تشعبت إلى مناقشة قضايا هامة لاحظتها في العملين السابقين "قيامة تحت شجرة الزيتون ومن ينقذ بحيرة البجع"- وهو جدلية عتيقة بين النفس وواقعها، فتكون في حين الصخرة التي تتكسر فيها الشخوص بعاداتها ومآسيها فتعطيهم معرفة لا يستطيعون البوح بها أو تحبس حسب الأعراف والعادات كما في "لا أحد ينجو من آنا فونتينا " وقصة "حلاوة زينب" وحين آخر تكون نقطة نظام تنتقل بها الشخصية إلى صفاء وسمو روحي كما في قصة "الجدار" او قصة الحبيبة النائمة في روحي" وكذلك قصة نبوءة الطريق-والتي رأينا فيها معاناة الحر.ب الأهلية السورية واستخدامها بشكل مؤثر في قالب القصة- أو في وضع التحدي كقصة "سر أكواب الشاي" أو "عمران بن أسماء"
ومن هذا كله يصبح الواقع والإنسان في صراع لا مهرب منه ولا مفر، ويتبدل السؤال في بعض القصص "على لسان الشخصيات" من لماذا يزرع القدر صداماته؟" إلى "ماذا سيكون المرء بعدها" بانتقال سهل ومؤثر
- المختلف هنا -وتحديدا في قصتي "عمران بن أسماء" "ومصطفى سعيد يبعث من جديد" هو طرح القصة من زاوية مغايرة لما نشاهده، تكون غريبة في بادئ الأمر
ففي الأولى ترى المحت.ل الذي -للشباب الصغار أمثالي- رآى مشاهد دكه لبغداد في أول الغز.و وما سمعه من أهوال، يكون حاميا للعرض ومثاليا لأن يضحي بروحه لأجل امرأة، بينما المستضعف يتحول لشيط.ان تحت مبادئ الشرف، ولكن بتفكير قليل نجد في الأمر نقاشا عن الجهل المرعب وهوان النفس الذي يبحث عن "شماعة" يستسهل بها وضع أخطاءه، فيزيد مع المح.تل وطأة الألم.
أما مصطفى سعيد، فالنظرة هنا عن "الخيانة بصورتها المحفوظة" مختلفة في إسقاطها على الموت والبعث، ويكون الفيضان هو هبة قوية تجعل النفس الميتة المعذبة والروح المتمردة صعبة الفهم يتحدان ببعضهما بصورة لطيفة وضحت الغزيزة الأبوية
-ومن فكرة أخرى عن الهوية، توضع الشخوص أحيانا بصورة التائه الحيران أو الراكد اليائس أحيانا أخرى وتنتقل بانتقال سهل إلى التيه والاضطراب بين السبل، ومن هنا نصل إلى مفترق الطرق، فنجد من ازداد غرقا في التيه والشتات كالرسامة في قصة "الرفيقة التي تكره الورود" أو من وصل لدربه ومبتغاه كما في قصة "نبوءة الطريق" وقصة "الحبيبة النائمة في روحي" ومن ترتقي لتصبح منارة لدروب آخرين في قصة "النور الذي يتجه من نحونا" ومن لا يطرق الطريق أصلا ويكتفي من عتباته شوق زائف ومتعة الرهبة كما في قصة "شارع القديسة لولا " او ينفصل ليصنع طريقه الخاص منفصلا عن الواقع معبدا بمأساته "في مدينة مثل جلعاد"
-وبين هذين نجد أن الكاتبة قد وظفت ما تأثرت به من عالم الأرواح وشيء من الصوفية واستخدمتها بما يليق بها، وكذلك الاقتباس القرآني الذي وضع في مكانه المناسب فلون الوصف بالقداسة والرهبة المطلوبة.
ونرى أيضا مزجا مشوقا بين عالم الأرواح والاستبصار في قصة "من أكون" وقد كان أيضا الانتقال "التويست" صادما يطرح أسئلة "وأجوبة لفعال الشخصيات" تزيد من القصة بعض الغموض الخفيف الذي يزيد القصة جمالا.
-من إيجابيات العمل اللطيفة وجود اللهجة العامية في الحوار بمكانها المناسب ولكن لا يخلو العمل من بعض السلبيات البسيطة، منها تشتت المتحدث في قصة "سر أكواب الشاي"
-الخلاصة: عمل قيم له أفكار جيدة، وتم غزلها بشكل جميل في حكايات لها مذاق حلو.
-
sarah kassabi
هناك بعض الكتب التي تجعلك تتورط فيها، بل تنشب بينك وبينها حرب لا يعلم عنها أحد، حرب ضروس تطيح بخيالك تنجح في أن تغمسك بالكامل بل تطرحك أرضًا لا تجد سبيلًا سوى الاستمتاع والغوص في رحلتها، بالفعل هذا ما حدث لم أنجو من آنا فونتينا؛ مجموعة قصصية بارعة بروح أنثى تحمل في طياتها أم تعلم خبايا نفس كل امرأة تجوب العالم، كل النفوس الآنية الصامتة التي لا تجيد البوح كما أجادها ذلك القلم، في نبوءة الطريق اهتزت أوصالي وكنت بداخل المشفى أشعر بمخاض ولادة جنين الخوف والألم، انتفضت في صراخ البكاء المكتوم داخلها، كنت أسمع جيدًا ذلك الوجع بداخل قلبها الملكوم، بل وعشت نبوءة صندوقها السحري، ورغبتها الداخلية في أن يحل السلام بالعالم في أن تهدأ روحها وتٌميت أشباح عقلها السوادء التي تطارد روحها النقية كصحن الخبز وكوب الحليب المقطر بالعسل، أن ينعم الجميع بهدنة يفترشها في عباءة الجدة والأرغفة الساخنة من صنع يد الخالة، ذلك الأمان يقطر من جبين أمي الذي يتوهج أمام الفرن.
سكين "أم عمران" التي غُرزت في عُنقها جراء الجهل والعرف البالية، تحررت البلاد ولم تتحرر "أم عمران".
وهناك أيضًا ثورة زينب وانتصارها على ذكرى الحرب وأشلاء الموتى فنصبت خيمة لتوزع كرات الحلاوة لنساء الحي، عاد الرجال منتصرين، ورحل عن زينب غراب الموت.
هكذا سلبت منار روحها وحياتها بل نهبوا أحشائها، لم يتسنى لها أن تفرح بثمارها ولا أن تجنى شقاء عذابها، قطعوا روحها بسكين كما يُشق اللحم، لم يتبقى منها سوى مناضلة تحارب أشباح الماضي وصور حاشدة بالألم والضجيج.
كلهن ثورا في دواخلهن، هكذا أطلقت الدكتورة "إيمان جبل" روحنا نحو النجمة، انضممنا في حلقة طواف حول النفس، حتى انسكب من كفوفنا رماد هبة الأرواح، وذهب الوجود وأصل التطهير.. مثلما طافت روح حبيب سارا وودع نجمته السماوية العالية وأطلق روحه في الفضاء اقصى انطلاق.
لا أحد ينجو من آنا فونتينا
-
سُلوان البري
#ريڤيو_سريع عن المجموعة القصصية ( لا أحد ينجو من آنا فونتينا) للكاتبة والشاعرة/ إيمان جبل.
★★★★★
يولد الإنسان في هذه الدنيا حاملًا مصيره، مصيره المكتوب عليه وغير القابل للتغيير. وبما أنه لا يحق لنا الهروب من ولادتنا الأولىٰ، كذلك لا يحق لنا الهروب من قدرنا.. وعليه فلا مفر من (الماضي والحاضر والمستقبل).
.. هكذا باختصار شديد تدور أحداث العمل القصصي المميز في إطار سردي يعتمد في أساسه على لغة شعرية رقيقة عذبة؛ تُشعر القارئ أنه يطلع علىٰ قصيدة طويلة يرىٰ من خلالها حكايات البشر على وجه الحقيقة.
حقيقة الإنسان ومصيره، الحقيقة التي اختارت لها الكاتبة لقب (آنا فونتينا).. والذي سيعلم المُطلع على المجموعة معناها الدقيق بعد قراءة العمل.
.. وأخيرًا أرشح العمل لهواة الأعمال القصصية والشعرية أيضًا🤍
#قراءات_حول_العالم
-
Ghada Moussa
#قراءات٢٠٢٣
#لا_أحد_ينجو_من_آنا_فونتينا
#ايمان_جبل
من أروع وأجمل المجموعات القصصية التي قرأتها في حياتي. ايمان لا تكتب انها تلقي على القارىء تعويذة تجعله مسحورا بكلماتها، بابطال قصصها، بافكارها الفريدة وبلغتها الشعرية الرائعة. انها ذلك النوع من الكتابة المدهشة التي تتركك فاغرا فمك ومتمنيا لو ان الكتاب لم ينتهي ومتسائلا من اين يأتي كل هذا الجمال.
لا استطيع ان أجد كلمات مناسبة لأعطي المجموعة حقها وساكتفي بأن أنصح جميع الاصدقاء بقراءتها وبأن أشعر كامرأة بالفخر بقلم إيمان رغم اني ضد تصنيف الادب الى انثوي وذكوري لكن ذلك لن يمنعني من التحيز للنساء المبدعات.
-
محمود لطفي
انتهيت من قراءة «لا أحد ينجو من آنا فونتينا». المجموعة مبهرة وساحرة.. ومؤلمة. برغم أنثويتها، هناك أكثر من قصة رأيت فيها نفسي أو جزء منها. طبعًا «لا أحد ينجو من آنا فونتينا» و«عمران بن أسماء» مكتوبين بمنتهى الحرفية، بعيدًا عن رمزيات القصص لكن وصلني جدًّا تصوير الألم النفسي نتيجة الاغتصاب والوصم! انبهرت جدًّا بطريقة تصوير شعور حميمي بشكل سهل وعميق في «حلاوة زينب». كل القصص سابت جوايا حاجة، بس أكترهم بالإضافة إلى ما سبق ذكره: «الرقيقة التي تكره الورود» و«الحبيبة النائمة في روحي».
شكرًا على هذه التجربة الجميلة ❤️
-
إبراهيم عادل
مجموعة قصصية جميلة جدًا ومتميزة، منذ القصص الأولى،
أعجبتني لغة إيمان بشكل خاص، وقدرتها على المزج بين الواقعي المتحقق والفانتازي المتخيّل في قصص عديدة،
والمجموعة تشير إلى موهبة خاصة في السرد، بعض القصص شعرت أنها يمكن أن تتحوّل إلى رواية كاملة مثل (الحبيبة النائمة في روحي) و (في مدينة مثل جلعاد)
.
شكرًا إيمان، وفي انتظار كتابتك الجميلة دومًا
السابق | 1 | التالي |