فِيَلَة سوداء بأحذية بيضاء
سلوى بكر
دار دوِّن
إصدار 2022
128 صفحة
⭐️⭐️
عن الكاتبة:
من مواليد القاهرة عام 1949، لأسرة بسيطة إذ عمل والدها في سكك حديد مصر، إلا أنها تربت في كنف والدتها إذ توفي الأب مبكرا .
تخرجت «سلوى»، في كلية التجارة جامعة عين شمس عام 1972، إلا أن هواها كان أدبيا إذ تعلقت الكتابة فشرعت في دراسة النقد المسرحي، وتخرجت عام 1976.
عن الرواية:
■هل يبدأ طريق الأحلام بالحب أم أنه أحيانًا ما ينتهي ويتبدد عكس ما نتمنى؟
تدور الرواية من عام 1968 وحتى إنتهاء عصر السادات حيث تبدأ بحادثة تجلي السيدة مريم العذراء فوق الكنيسة القائمه بحي الزيتون ورؤية كبير سائقي الجراج لها وهو مسلم قرب الفجر لتتوالى من بعدها الحشود كل يوم من كل مكان ومحافظة لرؤية هذا الحدث الجلل وتقديم طلباتهم وامنياتهم للسيدة مريم حتى تحققها ببركتها.
ويقال في التصريحات حول هذا التجلي انه حدث ثلاث مرات وصرح الأنبا ان السبب في تجلي السيدة مريم في مصر هو حاجة الشعب الماسة لشيء معنوي جلل يطيب قلوبهم بعد احتلال اليهود لفلسطين وهزيمة 1967 وهذا ما حدث بالفعل وقتها فحتى الاثرياء كانوا يحتشدون مع الشعب لا لشيء سوى ان يتمنوا ان يتخلصوا من حالة الملل التي تحاصرهم.
أثناء التجلي وفي احد الايام تلتقي بطلة الرواية عفت بفتاها الوسيم حسام والذي جمعتهم سابقة لقاء حين انقذها من كرباج احد العساكر في مظاهرة الطيران ومن يومها واستمرت العلاقة بينهم 5 سنوات حتى كللت بالزواج كما تمنوا.
تغيرت عفت التي تدرس في كلية التربيه الرياضيه بعد معرفتها ب حسام طالب الهندسه فعدما كانت سطحية لا شأن لها بالسياسه ولا القراءة أصبحت ذات موقف ورأي وتبنت أفكار حسام الثورية كلها وانبهرت بشخصه المثالي الرائع ولكن بعد الزواج تبدل الحال لتسقط عن وجهه الاقنعة الواحد تلو الاخر وترى ذلك المدعي على حقيقته.
تصف لنا الكاتبه أحوال البلاد سياسياً واقتصادياً ببراعه وأثر السفر للعمل في دول الخليج على النزعة السلوكية للمواطنين والتي تحولت الى نزعة استهلاكية والفكر السائد وقتها "معاك قرش تساوي قرش".
كما تناقش رأي المجتمع أيضاً وصدمتهم بموت جمال عبد الناصر ورأيهم في سيا#سة السادات ما بين مؤيد ومعارض حتى تم إغتيا#له وأيضاً تطرقت إلى الفكر السائد وقتها حيال الزواج و براءة الفتاة من عدمه بأدلة تقليدية ومشكلة الامومة وغيرها من مشاكل البيوت المصرية.
وأخيراً تطرقت إلى بداية ظهور التيار الإس#لامي وإنتشاره وسيطرته على المجتمع كله ورفضها لفكرته عموما بداية من لبس الحجاب واللبس المحتشم إلى سيادة الرجل وتهميش المرأة حتى أنها أطلقت على الملتزمات لقب انهم مثل الفيلة بلباسهم الاسود وأحذيتهم البيضاء التي اصروا على ارتدائها رغم ما يحاصرهم من سواد.
♤لغة الرواية كانت فصحى سرداً عامية راقية حواراً لتلائم تلك الحقبه.
♤الحبكة والأحداث كانت توثيق لفترة هامة من حياة الشعب المصري وما آلت إليه أحوال البلاد.
♤النهاية كانت منطقية نظراً لتبدل الاحوال وشياع التخبط في الآراء إبان تلك الفترة.
♤الأشخاص رسمت ببراعة وكانت مألوفة ومحببه أثناء القراءة.
الرواية في المجمل لطيفة ولغتها جميلة وإن كانت بلا هدف في رأيي فالشيء الوحيد المستفاد هو توثيق تلك الحقبة ومتغيراتها من تاريخ مصر ولا اجد داعي لتبني او ترويج افكار شخصية داخل الرواية.
■ السلبيات:
"المسألة ليست نحافة أو سمنة. المسألة الإحساس بالجسد. أجَّل الجمال مصدره الإحساس بالجسد وبالذات".
هذا عن لسان الكاتبة في حين ان ماتبنته كان العكس تماما فما شأن الحجم والملبس بتحقيق الذات ولما التنمر ونعت الملتزمات بالفيلة ما دامت هي حرة في ارتداء ما تريد فلماذا تصادر حرية غيرها.
إقتباسات:
▪︎قليلة هي لحظات السعادة التي يعيشها الإنسان مهما امتدت به سنوات الحياة وعاش عمرًا مديدًا، أما لحظات السعادة القصوى فهي ومضاتٌ قلَّما يفيض بها الزمان، فيظن الكائن أنه لحنٌ خرافيٌّ شرعت بعزفه سائر الكائنات والموجودات المحيطة به، أو أنه روح خالصة شفيفة انطلقت بعيدًا خارج قمقم الحياة إلى فضاءات واسعة لا نهاية لها
▪︎ وكان لديه تعريفٌ بسيطٌ للحب وهو: أن ننظر معًا في الاتجاه ذاته، لا أن ننظر بعضنا لبعض.
▪︎ كنت ما زلت أحلم بتحقيق أحلامي القديمة التي تجمدت في فريزر الزواج لسنواتٍ طوال، بعد أن أذبت عنها ثلوج الأوهام والرهانات الخاسرة.