وادي الكون

وادي الكون

ل هالة البدري

حوى الغلاف صوره تشبه الكون، غلاف لون برتقالي مشرق يحمل رسومات متعددة باللون البني: امرأة بجناحين تهدي قلبها لطائر صغير، شمسًا ونخيلًا ونيلًا وشخصية فرعونية تحمي هذا النيل، رجل وامرأة فوق حصان، طيور في السماء وأسماك في الماء..

وتبدأ روايتنا بمقتطف من بيت شعر من أغنية حانة الأقدار، ثم إهداء إلى أحفاد الكاتبة الثلاثة..

بعد وصول الحفيدة الأولى-تالا-بعيدًا في ولاية متشجن الأمريكية، قررت الكاتبة أن تكتب لها رسالة تعرفها من هي وكيف أنها مصرية، ولكنها حينما أمسكت بالقلم، تغير كل ما تريد أن تقوله، فجاءت ولادة رواية مع ولادة هذه الحفيدة..

تقول الأديبة في رسالتها:

"❞ والجدة هي الحكايات، هي هذا الاختصار لكل الأزمنة، هي ذاكرة الوعي واللا وعي، هي امتلاك التاريخ الإنساني كله، ❝

❞ لن أترك ذاكرتك دون أن أحفر فيها كل ما ينبه إلى ما ورثته، عن تاريخك؛ الإفريقي، المصري القديم، المسيحي، الإسلامي، العربي، الذي نختصره في كلمة مصر، وستعرفين معي آمون، وأخناتون، ونفرتيتي، وتحوت، وحتشبسوت، والثالوث المقدس، كما ستعرفين قصص الحب التي حطمت الزمان❝

"❞ سأقول لكِ يا حفيدتي إن أسباب الصمود والاحتمال الإنساني هي الحكايات، فإن لم تحكِها الجدات، فقد ينساها العالم، وإذا نسيها، فقد يكرر التاريخ نفسه، دونما عبرة، وفي تكرار التاريخ يكمن العذاب. ❝

❞ كيف أحكي لهم ما عرفت؟ وهل عرفت؟ لا. لكني سأحاول أن أعرف معهم. ماذا يمكن أن تقدم جدة، حيَّرتها أسئلة الوجود، لأحفادها؟ سأحكي لهم حكايات تتطور وتتبدل مع الوقت، فلا شيء ثابتًا، ولا شيء يقينيًّا، أو أبديًّا. ❝

يالها من بداية تفجر كل الكون منذ البدء وتفتته إلى جغرافيا أماكن بتاريخ كل مكان وحكاياته وطقوسه وأبطاله..

ثم تبدأ الحكاية مع الفتاة حياة التي دخلت إلى وادي الكون وأقسمت أن تلتزم عدة شروط، يبدو الأمر مثلما وضع الخضر شروط على موسى عليهما السلام،

فهل ستنجح حياة في هذا الاختبار؟

نبدأ مع حياة في اجتياز أول باب في الوادي، باب جنة عدن، وآدم وحواءه وإبليس، إلى آلة الفراعنة والآشورين وغيرهما..

ثم تعود بنا الكاتبة وسط هذه الفقرات إلى الجدة لتكتب قليلًا عنها وعن الأحفاد، وعن خط سير الرواية ..

أبواب يجتازها حياة وطارق ولي لي فيتقابلوا مع شياطين، أنبياء، آلهة، آساطير، وحكايات أسعدتنا بها الأديبة كثيرًا..

تسأل حياة طارق:

❞ما الذي يدفع الإنسان للاهتمام بالكون، وسؤال الوجود؟ ألم تسأل نفسك يومًا عن أسبابك؟ يشغلني هذا دائمًا، وتحيرني الإجابة.

⁠‫فيجيبها :

أعتقد أن الكون هو الذي يختاركِ لهذه المهمة، ومع هذا يظل الإنسان مسؤولًا عن نفسه. ❝

تسأل البطلة نفسها وتجيب:

❞ هل يخاف الرجل من المرأة القوية؟ أم يطالبها أن تكون قوية بشرط ألا تشعره بهذا؟

⁠‫هي نسب أيتها الجدة المتمردة. كل رجل يحتاج إلى نسبة من “حواء” مع نسبة من “ليليث”، حسب شخصيته. ❝

وفي النهاية توصي احفادها بل وتوصينا جميعًا قائلة:

‎❞ لكنه قدري، وقد اخترت المشيئة. عصف ذهني جامح: هذا ما أورثكم إياه. كونوا منتبهين. الكون يدق الباب في لحظات لا يدركها الجميع؛ من انتبه. سار. اختاروا أن تكونوا أنفسكم، مهما كانت العقبات: ❝

شكرًا هالة البدري ..