البدايه كانت تنم عن قصه مترامية الأطراف فـ بينما تبحث ريم عن حوارا صحفيا جديدا إذ مات شخص في منطقة بحثها ولأن ميتته كان بها شبهه جنائية ما استدعي وجود الشرطه في هيئة عصام رئيس المباحث الذي تجاهل أسألتها تماماً ولم يعرها أي انتباه ، تركها ومضي ، ومن هنا بدأت القصه.
أبدعت الكاتبه في توصيف المنازل والبيوت وعلاقتها بما تتركه في نفوسنا من أثر ، حيث أن محور الأحداث كان في الجماليه والخياميه وهما من المناطق الأثريه العتيقه التي تجد تاريخ القاهره مكتوب علي جدرانها ، ورغم مرور سنوات كثيره ولكن هناك مناطق يقف عندها التاريخ.
الترابط كان قوياً ومشتركاً بين مهنة ريم وعصام ، العامل الدائم بين مهنة الشرطه والصحافه ألا وهو البحث ، البحث عن الحقيقه ، وغير أن عصام " الضابط " أقتنع بتقارير الطب الشرعي في عدم وجود أي سبب جنائي ولكن ريم "الصحفيه " هي من فتحت له نافذه مختلفه للنظر إلي الواقعه ، وعندما تكررت رغم ضعف الرابط المشترك بين المجني عليهم ، لم يملك الضابط إلا البحث خلف رؤية الصحفيه أملاً في ظهور الحقيقه.
وفي طريقة سرد سلسله تتقاطع المحاور مع بعض شخصيات العمل لتعبر عن أزمات كبيره مجتمعيا علي هيئة مواقف تحدث لأشخاص ثانويين ، كـ الانتحار والعنوسه والدجل الذي يقتنع به الإنسان المتعلم أملاً في حل مشكلته ، مشاكل أطفال الشوارع التي تُدمي القلب ، والأزمات الأسريه التي يسببها الانترنت في البيوت.
ورغم الحكايات المؤلمه ، فقد كان من الجمال أن يبدأ كل فصل بأبيات شعريه ، ومع لمحات صوفيه كان يجب أن توجد في متاهات البحث عن الذات التي دخلناها مع أبطال العمل ، فقد جمعت الكاتبه بين الجمال والألم.
ظننت أنها جريمه واحده ، راهنت علي تعدد الجرائم واستطاعة الكاتبه علي إقناعي بالطرق والأسباب ، ولكنها أبدعت في طرق و وسائل الجريمه ولم يتسن لي كشف الحقائق إلا حينما قررت الكاتبه ذلك.
ومن متاهات البحث عن الحقيقه إلي رحلة البحث عن الذات ،
رحلة فهم الحياه وهل ياتري كل نهايه لتجربه هي بالكاد نهاية لرحلتنا مع الحياه ؟
فقد أخذ عصام وريم وقتهما في التعافي التام من مواقف سابقه والوقوف علي حقيقة الذات واستكشاف الرغبه الحقيقيه قبل الإقدام علي الدخول في علاقه جديده ، طريقه صحيه سليمه جدا في ظل مجتمع حالي العلاقات أسرع فيه من دقات عقارب الساعه
وتسري الأمور فيه بعشوائيه مفرطه تنعكس علي الضغوطات والتصرفات المريبه التي يمتلئ بها المجتمع.
وفي النهايه كانت لمحه بطعم التاريخ عن إبراهيم الغربي ملك القواده ، الذي لم يمش في جنازته أحد.
عمل مكتمل ورائع جداً ، استحق التقييم كاملاً.