آدم أسود وحواء بيضاء - عمر فضل الله
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

آدم أسود وحواء بيضاء

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

قالت آدم أبو البشر جميعهم كان أسود الأديم، فأنا أشبههه في اللون. ولذلك أنتمي إليه. قال لنا الآباء إن لونه هو لون أديم الأرض لأنه نبت من الأرض السوداء مثلما تنبت الأشجار، فقد قالت أمه الأرض لروحه التي هبطت من السماء تطلب مأوى: حسناً سأمنحك بعضي تسكنين جوفه بشرط أن يعود إلى بطني ورحمي بعد أن يمرح معك قليلاً، فرضيت الروح أن تمنحها الأرض مأوى لتسكنه فكان جسد آدم. لكن الأرواح الخبيثة المحلقة في الأجواء غارت من هذه الروح التي وجدت المأوى، بينما بقيت هي مشردة هائمة في الهواء منذ بداية الأزمان، فأخذت تكيد لهذه الروح الطيبة لتطردها وتظفر بعدها بجسد آدم. وهكذا بقي آدم وأبناؤه يعودون إلى رحم أمهم الأرض مأواهم الأزلي بعد أن تقضي أرواحهم وطرها منهم، فتغادر أجسادهم لتعود إلى مسكنها الأصلي الذي هو في السماء .
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
5 4 تقييم
39 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية آدم أسود وحواء بيضاء

    4

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    رواية #آدم_أسود_وحواء_بيضاء

    لـ د. عمر فضل الله

    بقلم نهى عاصم

    يهدي الكاتب روايته لكل مؤمن بالسلام في زمن الحروب الجائرة فيتساءل القاريء بعد هذا الإهداء القوي وقبلهالاسم المحير. أي عمل هذا هو بصدده؟! ثم يدخل على شكر عجيب موجه للكاتب من شخصيتين هما هيلينوهيليوس "أي الشمس والقمر في الأساطير القديمة" اللذين حكيا حكايتيهما له بعدما ظلت روحاهما معذبتينلثمانية عقود وبعدما أدليا بشهادتيهما ارتاحت روحاهما ونامتا في سلام.

    يالها من مقدمة مليئة بإثارة وتشويق، وهذا عهدنا بالمبدع الدكتور عمر فضل الله.. تجلس هيلين عند برج لندنتطالع الغربان المحلقة عند البرج وخاصة زوجاً منها يناجي بعضهما بعضاً . تؤمن هيلين كما الانجليز أن موتاهماتخذوا من حواصل الغربان مأوى لهم - هذه الغربان تهاجر إلى لندن وتأوي في البرج - فتبدأ في مناجاتهموتذكر موت أخيها هيليوس في الخرطوم منذ سنوات. الذي قتل بالخطأ من قذيفة سلاح من زميل له ينظف سلاحه،وكان في العشرين من عمره وذلك عام 1898. تعود هيلين بذاكرتها إلى أصل الحكاية، التي جعلتها هي وأخاهاينتقلان من إنجلترا إلى أم درمان .. قبلها عاشت هيلين في عهد الملكة فيكتوريا في شظف عيش رغم أن هذه الفترةكانت جالبة للكنوز من إفريقيا والهند والكاريبي، إلا أنها جاءت لأناس دون أناس، للطبقة العليا من السكان دونالبقية . فأصبح هناك من يفضل النوم في تابوت الموتى مقابل أربعة بنسات بدلًا من غرفة تأخذ من قوته الكثير منالمال بل ومن يشرب ويتحمم ويطبخ من مياه المجاري أيضًا

    نشأت هيلين مع أخيها وعملا من أجل مساعدة والديهما في عدة أعمال انتهت بالنشل وتجريد الموتى اللذين يلقيبهم النهر، تجريدهم من الحلي ومن كنوزهم .. وكونوا فريقاً صغيراً للنشل من أربعة أفراد ولدين وبنتين.. كان لديهمرغم الفقر والعوز شعور أنهم أفضل ممن هم دونًا عنهم .. وكم استغلهم الأغنياء بجشع مقال بنسات قليلة

    رواية مختلفة عن روايات الكاتب وفيها رؤية ونظرة لعالم انجلترا الخفي الذي لم يتطرق إليه أحد أو لم يتخيله، حيثتعلمنا جميعًا أن الشمس تشرق وتغرب على مملكة كل من فيها منعم.. عبر الأديب عن كل هذا بصورة رائعة موجعةفيرى القاريء المشاهد بحزن ويشاهد هيلين وهي تحاول الانتحار فيعيدها للتشبث بالحياة أمر عجيب.. وانتهىالأمر بالأخوين إلى خدعة من ضابط وعدهما بجنة التجنيد في الجيش البريطاني وهنا في رأيي بدأت حبكةالرواية.

    تدربت هيلين على السلاح وتعلمت الكتابة والقراءة والتمريض والانتظام وأصبح لديها حياة عسكرية مختلفة تمامًاعن حياتها السابقة وهناك علمت بحكاية الجنرال الشهيد القديس الكولونيل تشارلس غوردون الذي قتل على أيديالدراويش المتوحشين في بلاد السودان وأن إنجلترا ستنتقم لمقتله قريبًا.. من هنا كانت بداية الحكاية بسفر هيلينوأخيها إلى أم درمان السودان للقتال وتمريض الجرحى والانتقام والانتصار للجيش البريطاني فنجد هيلين أثناءتدربها على استخدام البندقية تقول: "شعرت بمتعة بالغة وحماس منقطع النظير وبالأمان وهي في يدي، وتحمستفتخيلت نفسي فوق سرج حصان ضخم أطارد السكان البدائيين الأفارقة لأصطادهم مثلما يصطاد نبلاءباكينجهام طائر التُدْرُج سيء الحظ"

    ولكنها وهي ترى العتاد والأسلحة والجنود الذين في وسطهم جنود من السودان-وقبائل سودانية عدة انضمت إليهمأيضًا للقضاء على المهدوية- أخذت تتساءل: "ترى ماذا نريد نحن البريطانيون من هذا البلد؟ معقول كل هذاالجيش للانتقام لمقتل رجل واحد؟ أم ما الذي نريده حقًا من هذه الشعوب؟". ومن السخرية ان تشبه هيلين ترفيهالنوبيين لهم بكلام تذكرته من أحد ضباط الجيش البريطاني وهو يحكي عن ترفيه الهنود الحمر أيضًا للجيشالأمريكي .. تمكن الكاتب من وضع هذه المقارنة كي يعلم القاريء أن المحتل هو المحتل في كل مكان

    كذلك مقارنة هيلين لشمس إنجلترا التي كانت هدية يتنعمون بها نادرًا مع شمس السودان التي أحرقتهم فأصبحتنقمة يتأذون منها.. ومقارنة العواصف الثلجية بالعواصف الترابية. كل هذا بتوصيف يجيده الكاتب وبمعان وصورغاية في الروعة حتى أنه يمتاز بخفة الظل حينما تنهمر الرمال على هيلين فتقول: "مؤكد أن صديقك سيهرب فزعًا لوشاهدك وأنت بهذه الصورة القبيحة المؤسفة وتمكن من التعرف عليك". ثم تنتقل دفة الحديث من على لسان هيلينإلى هيليوس حينما تقمصت روحه في جسد هيلين فيحدثنا هنا كجندي محارب واصفًا لنا ساحات المعارك والعتادفي كلا الجانبين، فنجده يقول رغم سطوة جيشه وقوته ومقاومة فرقة الدراويش: "لقد بقيت أراقب ما يحدث أماميوكأنه أحد الكوابيس أو الأحلام وليس شيئًا يقع على الحقيقة فأمر مثل هذا لا يكون إلا في القصص الخياليةوأساطير الملاحم القديمة التي يطلق مؤلفوها لخيالهم العنان دون كوابح ولا قيود". وعادت هيلين تتحدث عن الحربوعن خسارة بريطانيا في نظرها رغم الفوز الساحق في المعركة، وبعد المعركة بدأت في تطبيب ومعالجة الدروايشخلسة.. فأصبحت نايتنجيل أفريقيا بدلًا من نايتينجل شرابنل.. وصف لنا الكاتب كل هذه المشاهد ببراعة فرأيتهامشهداً سينمائياً تلو الآخر أثار في قلبي لوعة الأسى من الحروب وكما لو كان الكاتب يهديني أنا هذا العمل الرائعالشجي. .

    لن أتحدث عن الخاتمة فالحديث عنها يحتاج إلى الكثير والكثير كي نعرف سر آدم الأسود وحواء البيضاء.. منالقلب ألف ألف شكر لثقتك التي لا تثمن حين أرسلت لي هذا العمل قبل أن يطبع وتمنياتي أن أراه قريبًا بصورةغلاف تليق بهذا العمل الملحمي .

    نو_ها

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق