مزج الدكتور سراج منير في هذه الرواية اكثر من نوع روائي ( الرومانسية، الدراما، والواقعية السحرية) ليخرج لنا خلطة مبهرة وخط جديد غير مسبوق بالرواية العربية.
تسير احداث الرواية في خطين متوازين يلتقيان مما يفاجىء القارىء بنهاية جميلة وساحرة. الخط الأول عن اروى المرأة العاملة ذات الشخصية القوية والفاشلة في العلاقات العاطفية، وكعادته يبدع الكاتب بوصف عواطف المرأة وانفعالاتها، والخط الثاني عن الدولفين زياد، حيث برع ايضا الدكتور سراج بوصف مفصل وحي عن الحياة البحرية، وعن المحيطات والجزر لتشعر كأنك تشاهد فيلم سينمائي.
لغة الرواية راقية وسلسة، السرد مترابط مع تصاعد لمستوى الأحداث والتشويق حتى نهاية الرواية.
الرواية عمل متكامل وممتع وانصح بها بشدة.
من الرواية:
"الحب هو ما لا تدركه إلا حين تكون غارقاً فيه"
"الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يسلب الحياة من مخلوق حي لمجرد التسلية، والأسوأ أنهم يأسرون بعضنا لنصير مجرد فرجة ولهو يتاجرون به"
"لو أنني كنت أي شيء لتمنيت أن أكون بعضك يا بعضي"
"أعقد شيء استعصى على فهمي في النفس البشرية هو علاقة الحب بين رجل وامرأة، شيء بلا سبب يبدأ من الأثير، لم ينجح انسان واحد في وضع تعريفه أو تفسير أسبابه، لكن كل الشعوب اتفقت على الغناء عنه والبكاء منه والموت أحيانا في سبيله. عاطفة غير مبررة منطقيا، تهب فيها روحك وكيانك بالكامل لإنسان ليس بينك وبينه رباط دم وتدفعك غالبًا لارتكاب أفعال لا يقبلها عقل"