ولد الكاريان
(كيف ولماذا وإلى متى سيظل الوضع على هذا المنوال؟)
سؤال أزلي يؤرق كل شاب عربي هو محور رواية (ولد الكاريان). تتناول الرواية قصة حياة شاب مغربي فقير بين مساكن حي السكويلة الفقير مرورا بحي الليدو الصفيحي ثم رحلة البطل للهجرة غير الشرعية في برميل غاز طبيعي يذكرا على الفور بمأساة رواية(رجال في الشمس)؛ (لعل الغرب الكافر يكون أقل فداحة وتسلطا من الشرق المؤمن.)
يتأرجح البطل بين فقره ورغبته الملحة في العلم والمعرفة (حينها لم أكن أقرأ من أجل الوعي، بل كنت أستغل القراءة لفقدان الوعي.)
وتتعرض الرواية لعالم الفقر المدقع الذي يدفع الشباب فريسة لكل أنواع الموبقات ثم يكون التطور الطبيعي لاعتناق الإرهاب أسلوب حياة انتقاما من كل شيء!
أما المرأة العربية فلها نصيب في الرواية فيتعرض الكاتب لنمطين مختلفين فهناك المرأة التي تكرر(حياة أمي) وبين من ترفض الزواج الذي هو(مشروع من لا مشروع له).
يعود المهاجر (أيها المهاجر، إن رصيد العمر قد أوشك على الانتهاء المرجو التعبئة في أبعد مرفأ وأقفر محطة.) وفي بلده وبعد طول غياب لم تتغير الأوضاع فمن محطة لأخرى (لمحت عيني الناس تحمل الورود وكذلك الشوكولاتة والهدايا للاحنفال بالسنة الجديدة أما المحطات التي تركت ورائي فالفقراء فيها يحملون هم الغد وغدره).
أعجبني أسلوب الكاتب الأدبي الراقي ولغته العربية الفصيحة التي تؤكد مكانة العربية بين أبناء المغرب العربي رغم توغل الفرانكوفونية. ولعلي أستعير عبارة عزيز سدري في الرواية لأجعلها تتحدث عن اللغة العربية فرغم تعدد لهجاتنا العربية من الخليج إلى المحيط إلا أن العربية (حضن أم عجنتنا رغيفا واحدا لا يقسم.)