وكان بيته هنا في البُقْعَةِ أُمْ دُرْمَان وفي أحيانٍ أخرى يحضر مجالس جاره إلياس باشا أُمْ بِرِيرْ، الذي بقي زمناً طويلاً يَعَجُّ بالثِّقَاتِ من أهل المعرفة ورواة التاريخ وكانت مثلُ هذه المجالس في تلك الأيام بمثابة المنتدى والمتنفس لصفوةٍ من كبار السن.
رؤيا عائشة
نبذة عن الرواية
أَخْبَرَنِي الشَّيخُ (محمَّد وَدَّ البَصِير) أنَّهُ ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَ فُتُوحِ الخُرْطُومِ طَلَبَهُ المَهْدِيُّ نِصْفَ النَّهَارِ وَقَالَ لَهُ: "إِنَّ أَمْرَ المَهْدِيَّةِ كَانَ طَوِيلَاً وَلَكِنَّ الإِخْوَانَ غَيَّرُوا وَبَدَّلُوا". قَالَ فَقُلْتُ له: "باللهِ عليكَ كَيْفَ اتَّبَعَكَ هَؤلاءِ وَهُمْ تَعَوَّدُوا أَلَّا يَتَّبِعُوا أحداً؟" فَتَبَسَّمَ وَقَالَ لِي: "يا أَخِي إِنَّهمْ إِلى الآنَ لَمْ يَتَّبِعُونِي عَلَى مَا أَطْلُبُهُ مِنْ إِقَامَةِ الدِّين". قُلتُ لَهُ: "لا تَحْزَنْ يَا مَهْدِيَّ الله فَيَدٌ تَبْنِي وَيَدٌ تَهْدِمُ. أَنْتَ بَنَيْتَ وَهُمْ هَدَمُوا. قُلْتَ لَهُمْ لا تَقْتُلُوا غُرْدُونَ فَقَتَلُوه، وَقُلْتَ لَهُمْ لا تَمَسُّوا الشُّيُوخَ فِي الخُرْطُومِ فَنَحَرُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَقُلْتَ لَهُمْ لَا تَقْرَبُوا النِّسَاءَ فَجَمَعُوهُنَّ فِي الزَّرِيبَةِ وَقَسَّمُوهُنَّ بَيْنَهُمْ كَمَا يُقَسِّمُ الجَزَّارُ قِطَعَ اللَّحْمِ. لا تَحْزَنْ يَا مَهْدِيَّ اللهِ. أَنْتَ قَدَّمْتَ عُذْرَك بينَ يَدَيْ الله، وَهَؤُلاءِ قَوْمٌ خَلَطُوا نُورَ الحَقِّ بِمَحْضِ الزَّيْف، وَنَحَرُوا مِسْبَحَةَ الصُّوفِيِّ بِحَدِّ السَّيْف، وَقَتَلُوا مَهْدِيَّتَنَا فِي المَهْدِ وَقَبْلَ مَجِيءِ الصَّيْف، وَقَالُوا قَدْ زَهَقَ التُّرْكُ وَجَاءَ الحَقُّ وَلَكِنْ كَيْف!".عن الطبعة
- نشر سنة 2020
- 192 صفحة
- [ردمك 13] 9789772788019
- دار البشير للثقافة والعلوم
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية رؤيا عائشة
مشاركة من عبدالسميع شاهين
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
نهى عاصم
رؤيا عائشة
للدكتور عمر فضل الله
يستهل دكتور عمر الرواية بإهداء لثلاثة أجيال في وطنه السودان:
جيل الأجداد والأباء وجيله هو وجيل الأبناء..
ثم يشيد الكاتب بدور الأباء في الحكي قائلًا أنهم ربما يحكون كنصيحة للأجيال لعدم الوقوع فيما وقعوا فيه هممن أخطاء، أو ربما حنين لماض لن يعود إلا عبر هذه الحكايات، وكما يقول الكاتب:
"هؤلاء الأباء يعودون دومًا إلى الماضي حيث لا مستقبل أمامهم، بينما يتطلع الأبناء للمستقبل لكونهم بلا ماضٍيسترجعون ذكرياته".
رواية توارثتها الأجيال وسطرها لنا الكاتب كي تكون جزء من تاريخ بلاده، يجهله الكثير ما ..
روى الأب للابن حكاية المهدي المنتظر التي رواها له أبوه قبلًا.. والحكاية رويت في الترام في الطريق من أم درمانذهابًا وإيابًا وبانتهائها كاد الأب أن يكمل حكاية التعايشي فرفض الابن بحكمة رغم صغر سنه، فقال الأب :
"يا ولدي هو بعض تاريخنا، وعلينا ألا نتحاشاه".
فقال الابن مكتفيًا بهول ما سمعه عن تلك الفترة:
" يا أبي الجهل ببعض تاريخنا خير من الخوض فيه".
وبرر قوله هذا ب:
"هذه الفترة جميعها اسمها المهدية وليس التعايشية، وما ذكرته عنها اليوم يكفيني وزيادة".
حقًا ما ذكره الأب لنا يكفينا وزيادة عن فترة غريبة صعبة، لعلي لم أسمع عنها سوى القليل،
ولعل تاريخ السودان بأجمعه لم نعرف عنه سوى القليل، والآن الشكر واجب لدكتور عمر عن كنوزه التي كتبهافعرف لنا السودان منذ ما قبل الإسلام وحتى أيامنا هذه في رواياته الكريمة ..
أعجبني كثيرًا لقاء الجد بعائشة ورؤياها وحديثها معه عن زوجها الراحل مدعي المهدوية، وأعجبتني وأحزنتنيحكاية ميمونة التي أصابها عشق هذا الرجل بالحزن والجنون ورغم ما حدث لها ولوالديها من أتباعه إلا أن قلبهاالذي هوى مرة لم يستطع نسيانه رغم عدم تمكن هذا القلب من الغفران له ..
ولعل من أهم الفقرات التي أعجبتني في نهاية الرواية رأي الشيخ المضوي في المهدي الذي ادعى أنه المهديالمنتظر، فقال عنه بعدما قابله أنه ليس المهدى المنتظر بل هو ثائر على الظلم، وأن المهدية هي حركة سياسية وطنية.
شكرًا دكتور عمر لهذه المعرفة بهذه الحقبة الزمنية، وفي انتظار جديدة إن شاء الله..
#نو_ها