إثنا عشر عاما في صحبة أمير الشعراء
تأليف
أحمد عبد الوهاب أبو العز
(تأليف)
هيأت الظروف لمؤلف هذا الكتاب أن يعمل سكرتيرا لأمير الشعراء أحمد شوقي ، ومن واقع عمله أتيح له أن يتعرف عن كثب بهذه الشخصية العظيمة ، فيقول : كنت كل يوم أجده أكثر عطفاً عليَّ وإقبالا نحوي أكثر من اليوم الذي سبقه، حتى لقد قال لي يوم وفاة والدي مواسيًا: "أما ترضى أن أكون لك والدًا منذ اليوم؟" وهكذا تسنى لي أن ألتزم هذه الشخصية النادرة ملازمة نادرة أيضاً؛ فقد كنت أقابل مولاي في كل صباح فلا يتركني ولا أتركه إلا بعد نصف الليل بساعة أو بساعتين، وعلى الأخص في السنوات الأخيرة؛ فقد كنت في تبعيته أكاد أكون وظله سواء وكذلك هيىء لي أن أعرف من حقيقته ما أصبحت أشعر أن من حق كل أديب ومتأدب أن يعرفه، بل من حق كل إنسان أن يعرفه بل لقد أصبحت أشعر أن من الخيانة والعقوق للأدب وللحق معاً أن لا أذيع كل ما أعرفه عن شخصية «أحمد شوقي بك».
أجل.. إن من حق كل أديب، بل من حق كل عربي، بل من حق كل إنسان أن يعرف كيف كان «أحمد شوقي » يعيش لأنه لم يكن يعيش لنفسه وحسب، وإنما كان يعيش للملايين الناطقة بالعربية .