اقتباسات من كتاب الطريق - بين استمرارية السعي وحتمية الوصول

يصبح الطريق أكثر وعورة مما كان، أو للدقة مما بدا من قبل تختفي الواحات الغناء وآبار المياه، يتنحى اللون الأخضر جانبًا مفسحًا الطريق للون الصحاري الأصفر المميز، تتلبد السماء بالغيوم عوضًا عن تلك الزرقة الصافية التي رأيناها عند ولوجنا هذا

فالسعي دون يقين هو موت آخر على الطريق. هو عمل لا طائل منه، يرضي به الإنسان ضميره لكن لا يحقق به مراده

إذن الموت على الطريق في حد ذاته ليس المشكلة، المشكلة حين يأتي هذه الموت دون حياة أن يكون موتًا كاملًا، موتًا أبديًا لو وهب الميت روحه لآخر قبل أن يذهب لكان لموته حينها ذا معنى، لصار الموت غاية لكن موتًا

لقد حدثت المعجزة، ولاح في منتصف الطريق بصيص نور لم يكن هذا حدثًا خرافيًّا خارج عن نطاق المألوف، لقد بدا كمعجزة لصاحبه فقط لأنه جاء من قلب اليأس والإحباط، لكنه بمقاييس الحياة كان متوقعًا لحد كبير كل منا يحمل هذه

‫الخطوة الثانية الطريق ممكن

‫(١) ‫ هناك رحلات عديدة يخطط لها الإنسان، يضع جدولًا زمنيًا، وخط سير ومهامًّا وهدفًا، يعلم جيدًا متى ستبدأ وكيف، ومن سيصحبه ويرافقه، أين سيقف للتزود ومتى سيكتفي ويعود أدراجه لكن رحلات أخرى –ربما أكثر أهمية– تبدأ دون ترتيب، بل

‫ إلى الذين اختاروا الطريق وسلكوه، عاشوه أو ماتوا عليه، وصلوا لنهايته أو لم يصلوا..

ونحن نرى أن هذه الحقائق بديهية، إن جميع البشر خلقوا متساوين، وأنهم وهبوا من خالقهم حقوق غير قابلة للتصرف، وأن من بين هذه الحقوق حق الحياة والحرية والسعي وراء السعادة.»

⁠‫إعلان الاستقلال الأمريكي - ١٧٧٦

يفسر ذلك ما نُسب لسيدنا علي بن أبي طالب من قول: «الناس من خوف الذل في ذل، والناس من خوف الفقر في فقر».

الطريق وسيلة والوصول غاية حتى وإن لم تدرك.

‫ المحطة الأولى هي محطة «الطريق مقفر»، يصلها الإنسان بمجرد وصوله لنقطة الإدراك الفعلي لرحلته الخاصة. يسير في الطريق قبلها بلا هدى وبلا معرفة ثم يلجها حين يعلم وحين يعلم يحزن.

«ليست الإجابة ما ينير الطريق، وإنما السؤال»

‫ يوجين يونسكو

هنا فقط عرفت أن الطريق ليس طريقًا وإنما طرقًا عديدة.

«ليس مهمًا ما ستحصل عليه بعد تحقيق أهدافك، بل المهم أي إنسان ستصبح بعد تحقيقه»

‫ ديفيد ثورو

«كلما زادت جزيرة المعرفة اتساعًا، كلما تمددت شواطئ الجهل»

لكن الحقيقة أن الهزيمة هي نقطة على منحنى قلما يسير في خط مستقيم. وأن الهزيمة تشيخ وتموت مثلها مثل النصر لا خلود لكليهما. بل قد يكون ظاهر الأمر هو الهزيمة وباطنه النصر مث

«ليس مهمًا ما ستحصل عليه بعد تحقيق أهدافك، بل المهم أي إنسان ستصبح بعد تحقيقه»

‫ ديفيد ثورو.

إذن الموت على الطريق في حد ذاته ليس المشكلة، المشكلة حين يأتي هذه الموت دون حياة أن يكون موتًا كاملًا، موتًا أبديًا لو وهب الميت روحه لآخر قبل أن يذهب لكان لموته حينها ذا معنى، لصار الموت غاية لكن موتًا يكتفي فيه الميت بتخليد موته لهو موت أناني.

أحيانًا يظن البعض أن الانسحاب هزيمة، وأحيانًا يظن البعض أن الهزيمة لحظة لا نهائية، لحظة لا تنتهي لكن الحقيقة أن الهزيمة هي نقطة على منحنى قلما يسير في خط مستقيم وأن الهزيمة تشيخ وتموت مثلها مثل النصر لا خلود لكليهما.

الطريق وسيلة فقط ولم يكن يومًا غاية، الطريق وسيلة والوصول غاية حتى وإن لم تدرك.