أنفاس صليحة - عمر فضل الله
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

أنفاس صليحة

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

عِنْدَ الفجرِ سقطتْ (سُوبَا) العاصمة. وحين أشرقت شمسُ النهار غربت شمسُ (عَلَوَة) كُلِّهَا وانتَقَضَ مُلْكُها، ولم تَبْقَ مِنهُ إلا الأطلالُ والأنقاضُ لتشهدَ على مجدٍ غابرٍ مضى ولن يعودَ مثلما كان بالأمسِ. النيلُ اختبأ في مجراه وغَطَّى وَجْهَهُ بِأجْسَادِ الموتَى، وَكَأَنَّهُ يخشى أن تنالَ منه سيوفُ المقاتلين ورماحُهُمْ، بعد أن جرى ماؤه دماً أحمر، والتماسيحُ شَبِعَتْ من الجُثَثِ الطَّافِيَةِ على وجه الماء. وأشْرِعَةُ القواربِ والسُّفُنِ اشتعلتْ ناراً، ودُخَانُها المُتَصَاعدُ تَرَاقَصَ فَبَلَغَ عَنَانَ السماء، وسُحُبُهُ الكثيفةُ غَطَّتِ الأرْجَاءَ، فَقَدْ أحْرَقُوا أُسْطُولَ الملكِ وَسُفُنَهُ وَالمرَاكِبَ الشِّرَاعِيَّة الرَّاسِيَة غَرْبِيَّ قَصْرِهِ، قُبَالَةَ الطَّرَفِ الشِّمَالي التي طالمَا شَهِدَتْ مُجُونَهُ وَليَالِيَهُ العَابِثَة. ها أنتِ تشهدينَ الخَاتمةَ بِأُمِّ عَيْنَيْكِ بَعْدَ مَا كَانَ أَهْلُ (سُوبَا) يَقُصُّونَ عليكِ من قبلُ أساطيرَ البدايات، وَيَقْرَأونَ في سَاحَةِ المدينةِ كُلَّ ليلةٍ أَخْبَارَ الحُرُوبِ القديمةِ وَصُمُودَ أسوارِ (سُوبَا) في وَجْهِ الغُزَاةِ في جميع الأزْمِنَةِ الماضية. يقرأونها في فَخْرٍ. يَتَغَنَّىَ بِهَا الفِتْيَانُ وَتَرْقُصُ الفَتَيَاتُ في دَلال. هَاهِيَ (إِليَاذَةُ هُوميرُوس) القديمةُ، وَحِكاياتُ حِصَارِ (طَرْوَادَة) وسقوطِها تَتَكَرَّرُ بِتَفَاصِيلِهَا في (سُوبَا)، المدينةِ العَصِيَّةِ التي صَمَدَتْ بأسوارِها في وَجْهِ المهاجمينَ من الجنوب والشَّرْقِ والشِّمَال، وكان أهلُهَا يَفْخَرُون بأنَّها لا تَسْقُطُ أَبَداً، هَاهِيَ قَدْ سَقَطَتْ أخيراً ومن داخِلِ الأسوارِ، تماماً مثلما سَقَطَتْ (طَرْوَادَةُ) في وَجْهِ المُقَاتِلِينَ الإِغْريق في ذَلكَ الزَّمَانِ القّدِيمْ.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4.7 9 تقييم
122 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية أنفاس صليحة

    9

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    أنفاس صليحة

    قرأت الرواية مرتين مرة للندوة بمختبر السرديات ومرة ثانية لمتعة القراءة ولروح الحكاية وتخيلت صليحة شهرزاد جديدة تروي حكايتها لحفيدها من شهريار.

    في الرواية واجهني

    الغدر والفتن والقتل والدمار

    رجال الكنيسة والملوك ورؤوساء القبائل

    وغيرهم من مسميات عديدة تحمل معان كثيرة ومن الممكن أن نختصرها في كلمتين

    "لعنة السلطة" و "لهيب الانتقام".

    من أجمل ما قرأت في الرواية في فصل أنفاس صليحة وصف الكاتب مقبرة بها قبران مجهولان .. اسهب الكاتب في الحديث عنها بصورة جميلة ووصف تعامل الشمس والقمر والنجوم مع صاحبي المقبرة ،يأخذنا الكاتب إلى هناك جاذبًا انتباهنا لنرى هذه الصور الجميلة والتشبيهات المتقنة ثم يبدأ يحكي لنا عن أصحاب المقبرة ..

    صليحة الجدة الجميلة التي عادت بأنفاسها إلى الماضي فشاهده وقصه عليها زوجها ثم ابنها .. وها هو الحفيد يستنكر هذا ثم لا يلبث إلا أن يغوص في ماضي جدته روايا لنا إياه ..

    ما أجمل امتزاج الأرواح بهذه الصورة ..

    وما اجمل امتزاج او فلنقل تواز احداث صليحة ودوانة "الحب والكراهية" ..

    كثير من الكلمات يستطيع فهمها أهل السودان والمغرب أما أنا فوقفت امامها كثيرا أريد أن أعرف معناها ولكنها كانت كثيرة ستجعلني اتوقف للبحث في جوجل وهذا سيجعل قراءتي متقطعة مضطربة ..

    مثل نبات النال والباشندي وكلهما كانا في منطقة ما بالسودان اما افليج ولفلج فكانت بالمغرب ..

    كنت أتمنى وجود هامش لها لان كتبكم سيدي توزع على مستوى العالم العربي وتترجم ..

    في النهاية لا يسعني سوى تقديري وشكري لهذه الكتابات التي عرفتنا بالكثير عن السودان ،وتمنياتي بمزيد من الإبداع ..

    #نو_ها

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق