رواية الهنغاري للكاتب الجزائري رشدي رضوان، والتي تعد روايته الأولى تتناول فترة الحرب العالمية الثانية، حينما كانت القوات النازية تعمل على مشروعها في إبادة الأجناس من غير العرق الآري لا سيما اليهود والغجر.
تتقاطع أقدار رجلين من بيئتين مختلفتين، الأول عازف بيانو من دولة هنغاريا اسمه جينو ماتتيوش، والثاني مسعود عازف الناي من الجزائر، والذي كان قد هرب من التجنيد الاستعماري الإجباري.
تجمع الحرب هذين الرجلين، تلك الحرب التي لا ناقة لهما فيها ولا بعير في الشمال الفرنسي، بعد أن يكون ماتيوش قد فقد أصابع يده اليسرى إثر اعتقاله من قبل القوات النازية، ليجتمعوا في باريس مع اليهدوي يحيى الهارب أيضاً.
العمل جيد، لكن فيه بعض الجوانب الغير مقنعة:
أولاً: شعرت أن وجود شخصية الجزائري مسعود قد تم إقحامها في العمل لإعطائه صيغة عربية ربما. لم أشعر أن قصته أو وجوده في العمل قد خدم العمل كثيراً. كما أنه لم يتم توظيفها بشكل جيد.. ففي كثير من الأحيان شعرت حتى لو تم بترها من العمل، لم تكن لتؤثر فيه. لو ركز الكاتب على الشخصيات في بيئتها لكانت أفضل برأيي.
ثانياً: هناك قفزات غير منطقية في عامل الزمن، لدرجة تشعر معها أحياناً بالتوهان. هناك بعض التسلسل الغير منطقي للأحداث.
ثالثاً: هناك إخفاقات تتعلق في كيفية بناء الحدث وتفاصيله، بمعنى تقرأ وتقرأ، وفي كثير من المرات كنت أشعر ثم ماذا؟ ما الذي يريده الكاتب بالضبط؟ نعم تناول قضية ملاحقة القوات النازية لليهود والغجر، لكني في كل ثيمات العمل، شعرت وكأن الكاتب ينتقل من فكرة لأخرى كما لو كان يستعرض جملة من الأفكار. لم أشعر أن هناك فكرة كاملة، ثيماته مبتورة وتجعل القارئ يتساءل ما التالي؟ أو ما الذي يريده الكاتب هنا؟
رابعاً: فيما يتعلق أيضاً في بناء الشخصيات، برأيي كانت بحاجة للمزيد من العمل عليها. يذكر الكاتب أن الحاج قدور الذي آوى الثلاثة الهاربين في مسجد في باريس، لم يكن يفهم لغة ماتيوش، ولذلك ادعى ماتيوش البكم حتى يدفع عنه أسئلة مريدي المسجد، ثم في فترة قليلة نجد الحاج قدور يجلس مع ماتيوش ويتحدثون بلغة عميقة وكل منهم يفهم الآخر. وذات الشيء ينطبق الأمر على لغة ماتيوش ومسعود الجزائري.
برأيي، هذا العمل كان من الممكن أن يكون أفضل، لو تم التروي في بنائه وكتابته. تقييمي 2.5⭐️