اقتباسات من رواية آيات عاشق : نشوة الطلياني البيرتينو فيرو

‫ ‏لم أعُد أُكذِّب شيئًا، ولا أندهش من شيء ما رأيت من العجائب والغرائب، جعلني أتقبَّل كل ما لا أراه بصرتُ بما لا تصدقه الأسماع، وسمعت ما لا تدركه الأعين الرحلات بوابات الدهشة، والترحال أعمارٌ فوق العمر وتجارب لا تنتهي تعلمت أن أضيف لعمري أعمار مَنْ مررت بهم، وأخزن في خبرتي تجارب المدن والبحار والصحراوات والجبال والأرض الخضراء التقيت بشرًا غرباء، يفعلون ما لا يمكن أن أقبله، لكني قبلته وبالتكرار، قلت لنفسي لعَّلهم مصيبون وأنا على خطأ سهرت مع الجِنّ، واقتربت من الغيلان، وهربت من أقوامٍ على غير خلقتنا، وخاطبتني الكهوف في شتاءٍ بلا شمس. خبَرت السحر وعاشرت سَحَرةً يركبون السحاب ويمشون على الماء ويشعلون النيران بمجرد الإشارة، ودلَّتني على مصيري عرافةٌ بالإسكندرية. عشت كالأمراء وذقت مرارة العبودية.

المسافر". وبعدها قالت لي الأيام: "الصبرُ مُرٌّ، وملعونٌ كلُّ مَلِكٍ نهجر الوطن بسببه".‏

دومًا نرى الأقدار تقصد غيرنا، بينما نحن أهدافها الواضحة.‏

كيف أمام زئير الأسد تأتي قويةً ابتسامةُ الأحرار.‏

‫ ‏أمام الوحوش لا تكُنْ وحشًا؛‏

‫ ‏ابتسمْ وأنت فريسة هيِّنة ليِّنة، وراضية‏

‫ ‏الحياة هناك في الملَكُوت".‏

"باللِّين ينكسر السكِّين، بالصبر تتحول المرارة عسلًا،‏

‫ ‏فتستحيل كل محنة لمنحة.‏

‫ ‏بالنهاية لا يصحُّ إلا الصحيح، ‏

‫ ‏فتكون البداية الحقيقية للحياة الحقيقية. ‏

‫ ‏حياة الحرية.‏

أن العمل الصالح يبقى في الأبناء والأحفاد.‏

‏تسري رائحة الكعك الزكية من مطبخ قريب، تعلو، تنتشر، يزهو الفضاء ويذكو متلونًا بالطيف، يأخذ كل لون بحظِّه من خيرات البيت العامر، تبتسم الحياة، ينتشر الدفء فتخف الأجساد وتنشط، يحفز اللعب الجوع، ترنو العيون، وتتطلع بطون طيبة وتتوقع عمرانًا

كلُّ مبتدأٍ جميل، حتى يُثبتَ ذلك أو ينكرَه خبرٌ، بلهفةٍ نترقبه وأمل.‏

ركبت ناقة عمري، فانزعجتْ وانزعجتُ في الطريق، توسلتُ إليها لتمشي الهُوَينَى جوار الأحباب، فأسرعتْ. اليوم بَرَكتْ ناقتي بوجهٍ أرهقه الترحال، وكل غاية وشيكة.‏

ظن المجُون في السُّكر والخمر، المجون الحقيقي هو ما تفعله بنا الحياة‏

تعود شمسهم اللطيفة، تخاف الغيوم وتتلاشى، تهرب غيمة وراء غيمة، كأنها شركاء متشاكسون اختلفوا فتفرقوا. ‏

‫ ‏يا مَــنْ لقلبٍ شديدِ النَّزْفِ نضَّاحِ‏

‫ ‏أضحى تذَكَّرَ ماري أمَّ وضَّاحِ‏

‫ ‏أَضحَى تَذَكَّرَها مِن بَعدِ ما رحلتْ‏

‫ ‏وَالدَّهرُ ذو شدَّةٍ حينًا وَذو راحِ‏

"اتبع الضوء، النور هو الطريق. دربُك حيث دربي وقريب من الحرية".‏

‏تحيةً وإجلالًا لليمن وأهله، تاريخًا وحضارةً ونَفَسًا من الرحمن ونبعًا للإيمان ولآلئ من الحكمة.‏

أحكام القضاء متوقعة، والإعدام مكتوبٌ سَلفًا، فالمهم هو إشاعة الرعب وإبقاء المشهد راسخًا حيًّا برأس كل من يفكر ثانيةً في التمرد أو التلميح بالغضب من سوء الأحوال الخائفون تنفعهم العصا ويصلح لحكمهم حديدٌ ونار يجب على الجميع أن يظلوا خائفين .

الوطن رحيب لولا الظلم.‏

«أيها الآتون بعدنا، اقرءونا جيدًا‏

‫ ‏وخالفونا ما استطعتم‏

‫ ‏وسامحونا، فنحن أهلٌ للشفقة والرثاء‏

‫ ‏عشنا مَيِّتين بانتظار المصير».‏

‫ ‏المترجم‏

الأشياء تحفظ الأسرار ،وتحن لأصحابها ،والبيوت تبكي لبكاء أهلها وفراقهم ،ولا أشد من فراق الأحباب.لو نطقت الجمادات لما احتملت مسامع البشر.ولو سكتت فالزمن سوف ينطق ولو بعد زمن..

الزمن لا يعرف السكوت..كل سر لابد أن يري النور ،وكل جريمة لابد أن يقابلها قصاص.وتبقي بركات الطيبين وبعض من أرواحهم تسكن الأماكن وتعمر المنازل وتضئ الطرقات ،تطوف في الأحلام وتلوح بإشارات تنتظر أصحابها.

قبلها كنت طفلاً لا يري في الدنيا إلا الجمال، أصغر من أن أتعرف إلي نفسي.وحين رحلت بدأت في اكتشاف ضعفي وقوتي ،وتعلمت من الحيل والمهارة ما لم أكن لأعلمه في غير السفر ،ظننت في السفر مراغما وما صادقت إلا الضيق.طفلا كنت ، لكن وجدت أن الحياة طفل أكبر مني ،طفل،نحن لعبه ولهوه ومجونه تعبث بنا الحياة وتضطرنا إلي ما لم نكن نتخيل أن نفعل.في حياتي ما صادفت غير غريب الأقدار وغريب الحوادث ،مخطئ من ظن المجون في السكر والخمر ،المجون الحقيقي هو ما تفعله بنا الحياة.

تكلمت ماري إلي السماء:" تمنيت لو قلت:إني راضية وتمنيت أكثر أن أخفي وجهي ،فها أنا صرت خاطئة ولم أقصد أن أخطئ،أبناؤك ساقوني للخطيئة .تمنيت لو بكيت في قدس الأقداس لك وحدك ،تمنيت لو أجد لديك من السرور ما بخلت به الأيام ،ومن الإجابات ما ينفي الأوهام".