إرث اللينابي واك
هناك الكثير عن شعوب أمريكا الأصليِّين، لكنَّ مُعظَمَها بَدَا معنيًّا باللاكوتا (السيوكس).ولكنك لم تجد شيئًا تقريبًا عن حكايات شعب اللينابيه (الديلاوير).
تضمُّ اللينابي هوكينك، أرض اللينابيه، أي المَوطِنُ الأصلي لهم ما يُعرَفُ اليومَ بجنوب شرق نيويورك، مدينة نيويورك، ومنطقة نهر هدسون، وولايات ديلاوير ونيو چيرسي، وشرقي بنسلڤانيا.
كما أنهم يطلقون على الأرض "كوكنا"، أي أُمَّنا؛ فمنها تأتي الحياة، والغذاء، وعليها يعيشون.
تناول الكتاب نظريات تواجد السكان الأصليين، أهُم نازحين من آسيا وصولًا لألاسكا ومن ثم إلى أمريكا الشمالية أو نظرية تفرض العكس أي من أمريكا الشمالية إلى سيبريا.
كان شعب اللينابي واك يعيشون في ويكواما
وهي منازل كبيرة. امتدَّ بعضها بطول سِتِّين قَدمًا، وبعَرضِ عشرين قَدَمًا. كانت الويكواما تأخُذُ شكلًا من ثلاثة:
إمَّا مستديرة بسقَفٍ مُقبَّب، أو مستطيلة بسقفٍ مُقوَّس، أو مستطيلة بِسَارِيَةٍ أُفُقيَّة مُمتدَّة، وسقفٍ مائل.
وينقسمون إلى ثلاث عشائر (عشيرة الديك الرومي، عشيرة السلحفاة، عشيرة الذئب)
كما تناول الكتاب اهتمام اللينابيه بالأسرة وما هي المحرمات وغيرها من العادات والتقاليد.
كما تناول الكتاب لقاء اللينابي بالأوربيون في بداية القرن السابع عشر حيث وفد الهولنديون الذين اتسموا بالدهاء الشديد واستولوا في النهاية على تَجمُّعاتهم بالقُربِ من نهر ديلاوير، فجاء الإنجليز فيما بعد وانتزعوا السلطة منهم ثم طالب الإنجليزُ بإعلان تبعيَّةِ الأراضي الأمريكية للتَّاج البريطاني.
وهناك تصنف الحكايات حيث:
إنينداكيوا كان أو المواعظ التي تُعلِّمنا درسًا
كلاكابتونا كان التي تتعلق بالحكايات المسلِّية
لاتشيموفثووا كان، وهي حكايات عن حَدَثٍ في الماضي أو الحاضر
وأتليوها كان، وهي حكايات لشرح الظواهر الطبيعية، وحكايات الأرواح وقِصَّة الخَلقِ، (وهي حكايات شديدة القَداسَة، لا تتغيَّر أبدًا.
وكانت تتلى الحكايات في أوقات مُعيَّنة من العام.
حيث تُروَى الحكايات في الشتاء فقط، حول النار، في مكانٍ مفتوحٍ. يبدأ موسمُ الحَكيِ مع أوَّل صقيعٍ، وينتهي مع آخر صقيع. ويمنع الحَكيَ في الصيف
كان الرواي (لاتشيمو) حين يبدأ حديثه يفتح فاه صائحًا "هو! كاليس تا!
أي: اسمعوا!
وحين ينهي حكايته يتفوه قائلًا "زشوكي لاتشيمو كيشالوكي" أي: الآن انتهت الحكاية.
ودائمًا ما يعلن المنصتون "وانيشي! ووليساب!"
أي شكرًا، كانت جيِّدَةً.
ثم ينتقل بنا الكتاب إلى إرث الحكايا الشعبية للينابي واك حيث بدأها بقصة الخلق وكيف ظهر أول احتفال بعيد الشكر،وكيف صارت السلحفاة رسولَ الأفكار والأحاسيس بين مختلف الكائنات، رَمزَ تَبادُلِ الأفكار، والتَّواصُل بين جميع الأشياء.
تلاها حكاية عن قدر ومكانة نانابوش،جدُّ اللينابي واك، ومُساعِدُ الخالِق هنا على الأرض، هو مَن علَّم اللينابيه ثقافَتَهم ودينَهم وعاداتِهم. وعن ثأر نانابوش من وانتشيني أباه وكيف انتهت المعركة بتدخين الغليون سويًا.
ثم حكاية واتيه هيم الطبيب الأول، والأم الذرة وكيف نال اللينابيه رضاها من جديد.
وحكاية "ميفثينكهوليكن " الكائن المقنع، مانح القوة، حارس الطرائد وحامي الغابات والأشجار والمعروف لدى الجميع باسم بيج فوت.
وكيف احتفظوا بالقناع وتوارثوه من جيل لآخر و إقامة الاحتفال بالخينكويكان حتى عام ١٩٢٤ بسبب اعتناق الكثيرين بالمسيحية و البيوتية.
وكيف نال اللينابي واك رضا وبركة الجد الرعد واحتفوا به بحرق التبغ وإقامة الصلوات.
وعن تحول غراب الطيف وتحوله لغراب أسود وصوت ملؤه الدخان وهبة الخالق للغراب نظير شجاعته.
وعمّ صرح الزعيم الأيل لزعيم محاربين اللينابيه ليستعيد الحيوانات مكانتهم بعدما هُدر لحمهم ودنُس عظامهم.
وحكاية عن ويهيخامو كيس شديد البأس لكن الذي ينفذ ما يُتلى عليه دون تمييز أو تفكير ولقاؤه بالصبي صديق الرعائد.
ثم يتلو علينا حكاية الحكماء السبعة الذين حوِّلوا أَنفُسَهم لِسَبعِ صخورٍ ضَخمَة، لِيَحظَوا بِبَعضِ السَّلام ثم حولوا أنفسهم من جديد إلى سبع شجرات أرز، إلا أن أمرهم انكشف من جديد وتوافد عليهم الأمم، فتراءف كيشيلاماكونك الخالِقُ العَظيمُ عليهم فَأَخَذَهم بين ذِراعَيْه، ووَضَعَهم في السَّماءِ، فتَحَوَّلوا لِسَبعِ نَجماتٍ مُمَيَّزاتٍ في سَماءِ اللَّيل ونعرفهم اليوم باسم الثريا.
هناك المزيد من الحكايات يصاحبها مزيد من المتعة مثل حكاية لاعب الكرة والحسناء الذكية وذو الريشة الحمراء الساحر والناي النازف والدب العاري الذي طالما ما استخدمته الأمهات كفزاعة لأولادهم!
وهناك حكاية القزم والصياد، وحكاية سكر القيقب الذي رد جميل نقار الخشب وروى ظمأه ومُنذُ ذَلِكَ الحينِ، صارَت طُيورُ النَّقَّارِ تَشرَبُ مِن الأَشجارِ.
كما هنالك حكاية الصبي والدببة، والفتاة العنيدة والكلب. وحكاية ستحاول مُفكرًا في تخيل مصير تلك الفتاة الطماعة.
وحكاية الفتاة التي حقرت من شأن الجميع فتركها الجميع وجرفها التيار!
وحكاية جديدة عن أرض الظلام والدماء.
وحكاية ماتالا ويت الذي لم يكن يحب الصيد وحيلة جده وما فعله وحش الماء امان كاميك.
وحكاية دزينة من الرجال صعدوا أعلى صدفة سلحفاة عملاقة وناجٍ وحيد.
وعن الثعبان الذي يغوي الفتيات!
وحكاية عن طفلة أنجبت سمكة فقذفت بها الجدة في المستنقع لتتمكن من العيش فسرعان ما اتسع المستنقع ليصبح بركة، وكبرت السمكة في ليلة وضحاها.
وكل يوم كانت تتسع البركة وتزيد رقعتها يوما بعد يوم وكذلك السمكة التي صارت حوتًا عظيمًا يقرأ النوايا والصبيان اللذان أخذا مهمة التخلص منه على عاتقهما.
ثم ينتهي سيل الحكايا بحكاية قدوم الأبيض في بيت ضخم طافيًا على نهر هدسون ومن ثم حيلتهم البارعة في الاستيلاء على الأرض.
وعن نشوب الحرب بينهم في عام 1643، وكَعَلامَةٍ على أَنَّ الأُمورَ سَتَزدادُ سوءًا، ذبح الهولنديون ثَمانينَ رَجُلًا وامرَأةً وطِفلًا مِنَّا بَعدَ أَنْ سَرَقوا كُلَّ ما لَدَيهِم مِن غِلالٍ.
ثم يختتم الكتاب بقائمة من المصطلحات وما تعنيه.
كتاب من ١٧٤ صفحة
وجدته ممتع، كما أنه مناسب لليافعين.