اقتباسات من كتاب مختارات شعرية

كما يشرح الشاعر في إحدى رسائله [13/11/1925]: ’’الملاك في ‘المراثي’ هو ذلك المخلوق الذي يبدو فيه التحول من المرئي إلى الخفي ـ ذلك التحول الذي نسعى نحن إلى إنجازه ـ متحققا…؛ ذلك الكائن الذي يضمن لنا أن ندرك في ما هو خفي مستوى أرقى من مستويات الواقع؛ ولذلك نجده ‘رهيبا’ لأننا ما نزال متشبثين بما هو مرئي.‘‘(7) ليس غريبا، إذن، أن تستبد بنا الرهبة، نحن المتشبثين بالعالم المرئي، العاجزين عن تجاوزه والنفاذ إلى ما وراءه م

أي شيء يمكن أن يكون أشدَّ غواية للصوت من الصمت؟ الصمت خفوتٌ للصوت في اتجاه العدم. والظل خفوتٌ للضوء في اتجاه الظلام.

أنا لا أسترجع ذكرى: فوجودي أنا

‫ يجعلني حيا بسببك أنتِ. فأنا لا أكتشفـكِ

‫ في الأماكن الباردة الكئيبة التي غادرتِـها،

‫ وغيابك عنها يجعلها

‫ دافئة بك: غيابُـك أشد وطأة

‫ من الحرمان. التشوق غالبا

‫ ما يؤول إلى الغموض. فلمَ أيأس

‫ وحضوركِ ـ رغم غيابك ـ ما زال ينهال علي،

لا سبيل إلى بلوغهن! آه، يا لبعدهن!

‫ فوق قمم

‫ أحاسيسه يحلقن ويهطلن

حيث يقول رِلكُه إن الترحال يكون أيضا في غيابات النفس، بل إن هذا النوع من السفر، السفرِ عبر فيافي الذات، ضرورة لا تتم بدونها التجربة الشعرية

هو مرئي: ‫ من يسمعني من بين طبقات الملائكة إن أنا صرخت؟ ‫ وحتى إن حضنني فجأة ملاك ‫ إلى قلبه، فإنني سأفنى ‫ في معانقة وجوده الجبار ‫ فالبهاء ليس سوى بداية رهبة ‫ نكاد لا نطيقها و نتهيب

إلى جانب هذه الاعتبارات الجغرافية والسياسية، تفسير آخر يمكن تبينه في ’’رسائل إلى شاعر شاب‘‘ حيث يقول رِلكُه إن الترحال يكون أيضا في غيابات النفس، بل إن هذا النوع من السفر، السفرِ عبر فيافي الذات، ضرورة لا تتم بدونها التجربة

السَّاميةُ لم تبلغ بعد الخلود ‫ تلك النساء اللواتي تكاد تغبطهن، تلك المهجورات ‫ البئيسات، تلك اللواتي وَجدْتَهنَّ أكثرَ وُدًّا ‫ من النساء المشبعات ابْدأْ دائما من جديد ‫ ذلك المدحَ الذي لَنْ تنالَه؛ تَذَكَّرْ: ‫ البَطلُ ينجو ويُواصلُ العيش

الربُّ يُكلِّمُ كلَّ واحد منا وهو يخلقنا، ‫ ثم يمشي معنا صامتا ليُخرجنا من الليل ‫ لكنَّ الكلماتِ المُوَجَّهةَ إلينا قبل أن نبدأ، ‫ هي هذه الكلمات الغائمة: ‫ لأنَّ حواسَّك تبعثك قُدُما، ‫ امضِ إلى حافة شهوتك؛ ‫ هاتِ