وليس هناك وصف عام لموقف المماليك أَدَقَّ من قول "الجبرتي" إنهم كانوا "متنافِرَةً عُقولُهم، مُنْحَلَّةً عَزائِمُهم، مُختلِفَةً آراؤُهم، حريصين على حياتهم وتَنَعُّمِهم ورفاهيتهم، مُختالين في ريشهم، مُغتَرِّين بجَمْعِهِم، مُحْتَقِرين شَأنَ عَدوِّهم، مُرتبكين في رؤيَتِهم، مَغمورين في غَفْلَتِهم؛
البرجوازية المصرية وأسلوب المفاوضة
نبذة عن الكتاب
حين نقول إن اعتماد البرجوازية المصرية على المفاوَضَة كأسلوبٍ وحيدٍ لحَلِّ تناقُضِها مع الإمبريالية، كان قضاءً أكثرَ ممَّا كان اختيارًا انتقائيًا؛ فنحن لا نفعل أكثرَ من أنْ نَصِفَ ظاهرةً لا يَعْمَى عنها إلا هؤلاء الذين يُصرُّون على استمرار المراهنة على وطنيَّة البرجوازية، كأنهم يواجهون إحساسًا داخليًا عميقًا بالعار؛ لأنَّهم مَنحوا يومًا بركاتِ الوطنيَّة- بشكلٍ مُطلَقِ ودون تَحفُّظاتٍ- للبرجوازية العربية عمومًا- والمصريَّة بوجهٍ أخصَّ- برغم أن واقع الحال كان أمامهم ناطقًا بأن البرجوازية العربية قد عَجَزَت دائمًا عن أن تفلت من قضاء المفاوضة الذي يطاردها، أو أن تتمرَّد على قدر التبعية الذي قَعَدَ بها على حِجْرِ الإمبريالية، ترضع لبَنَها حتى شاب شَعْرُها، وملأَت التجاعيدُ صفحةَ وجهِها!التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 254 صفحة
- [ردمك 13] 9789773138509
- مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
200 مشاركة