أغسطس

هذه رواية جيدة، يقدّم حماد عليوة فيها نفسه بقوة، كروائي متمرس يمتلك أدواته، ويقدر على صياغة عالمه باقتدار،

ينتقل بنا إلى تاريخ حي الظاهر في القاهرة، من السبعينات وحتى أيامنا الحالية، ليرصد تاريخ عدد من العائلات المصرية يهودية وإسلامية ومسيحية،

ويتوقف بشكلٍ أكثر تفصيلاً على إليزابيث التي تعد بطلة العمل وكلبها أغسطس، ذلك العالم الذي حاولت التأقلم فيه طوال عمرها، فإذا به يطردها في النهاية،

ربما يذكر للرواية أنها لم تنشغل كثيرًا بدوافع الشخصيات وتغيراتها، بقدر ما انشغلت بالتعبير عن مواقفهم وأحوالهم بشكل صادق، وهو ما يجعلنا نتعرف على الشخصيات ونقف منها كلها على مسافة واحدة،

لاشك أن هناك تعليقات كثيرة وكلام كثير تحتاجه هذه الرواية للنقاش، وأخذ الآراء في طبيعة الشخصيات وأهمية وجودها في الرواية، والخلفيات والإشارات التاريخية التي انشغل الكاتب بها أحيانًا دون التركيز على شخصيات الرواية الأساسية .. ولكنها في النهاية رواية جيدة ومحكمة .. تجعلنا نتوقف طويلاً عند اسم حماد عليوة، وننتظر منه الكثير

أغسطس

حماد عليوة

المكان هو مصدر الهام الكاتب الشاب حماد عليوة و قد قرأت له من قبل جراج الزمالك و التي دارت في واحد من ارقي أحياء القاهره ..الزمالك

كما قرأت له الحي الأنجليزي و التي تدور احداثها في حي المعادي الراقي ...

و روايه أغسطس تدور احداثها في حي الظاهر ...

الفكرة شديدة الاهميه و ممتعه ان نتعرف علي أحياء مصر في ازمنه سابقه من خلال أحداث اجتماعيه تخص ساكني تلك الأحياء و مدي تأثرهم بالمتغيرات السياسيه الخاصه بمصر ....

روايه اغسطس ترصد فترة هامه في تاريخ مصر من خلال علاقات انسانيه متباينه بين فئات مختلفه و عقائد دينيه متعددة سواء مسلمين او مسيحيين او يهود تعايشوا معا في حي الظاهر ....

ربما المبالغه في عشق البنت محور الاحداث لكلبها و منافسة شوقي المسيحي و رضوان المسلم علي حب إليزابيث اليهوديه كان مبالغا فيه لدرجة ان يحاولوا خدمة كلبها و تنظيف منزلها لينالوا الرضا تعتبر من نقاط ضعف الروايه ولكنها و بدون شك تستحق القراءة ...