تأخذنا الرواية بأسلوب أدبي رفيع الى فلسطين ايام الانتداب البريطاني ... من اللد تبدأ الحكاية وتنتهي بدير ياسين ... تتجول بنا في قرية من قراها ، في دير ياسين القريبة من القدس. نعيش مع سطور الرواية مع اهل القرية ... بعاداتهم وتقاليدهم ، بافراحهم واتراحهم بآمالهم واحلامهم بطيبتهم وخبث بعضهم بخيانة القلة ووثوق اصحاب المصالح والاعمال (كما هو حالهم دائما) بالمحتل الانجليزي وتحالفهم معه وثقتهم بوعود الصهاينة التي لم يكتشفوا زيفها الا بعد فوات الأوان.
تأخذنا سطور الرواية الى اليوم المشؤوم، يوم المذبحة!! وما سبقه يوم "تخلت جامعة الدول العربية عن القائد عبد القادر الحسيني ورفضت تزويده بالسلاح ورفضت اشتراك القوات العربية في المعركة معه، بدعوى عدم رغبتها في الاحتكاك مع قوات الانتداب البريطاني ... لقد تخلى عنا العرب"
قاومت دير ياسين حتى الرمق الأخير وكما جاء على لسان احد شخصيات الرواية " انتهى الكلام ..... ، لن نسلم الولد، ولن نسلم الأرض، وسنحارب حتى الموت.أخبريهم أن دير ياسين لن تستسلم، أخبريهم أن دير ياسين ستقاتل حتى الموت، ستقاتل حتى نفاد الذخيرة"
كان لرمزية شجرة الزيتون دورا بارزا في الرواية " كانت هذه قصة شجرة، وُجدَت فوق تلال الموتى، تحت رفات كرامة أمَّة "
اقتباسات من سطور الرواية:
"- ليس كل اليهود سواء يا امي.
- كلهم ألعن من بعض، أنت لا تعلم عنهم شيئًا، لا أريد أن أسمع الكلام الذي يملأ به إسماعيل أذنيك عن الفرق بين اليهود والصهاينة، كلهم أولاد كلب جاءوا هنا ليقتلونا. "
" - لقد ضحى قيادات الصهاينة في أوروبا بنصف يهودها وسلموهم إلى النازيين ليحرقوهم في غرف غاز مقابل ترحيل الباقي من اليهود إلى هنا، لحُسن حظ أمي كانت من هؤلاء اليهود المُرحَّلين. "
" - تبًا لليهود، وتبًّا للمستوطنات، وتبًّا لكبراء دير ياسين هؤلاء القوادون بالفطرة. لن نسلم لليهود يا إيلان، أخبريهم أننا لن نستسلم. سنحاربهم حتى الموت. "
رواية بديعة ... تستحق الوصول برأيي للقائمة الطويلة على الاقل لجائزة البوكر للرواية العربية