الرمز السابع

مراجعة كتاب

الرمز السابع

للكاتب أحمد بدران

صدر عن: Darak publishing - دارك للنشر والتوزيع ،2021.

من نوع: إثارة/غموض/مغامرات

358 صفحة.

اللغة: عربية فصحى سردًا وحوارًا.

عن المؤلف: أحمد بدران كاتب روائي له أعمال سابقة: رواية مفتاح سليمان، رواية كيمتريل.

ما تعلمته بالنقد الأدبي أن يتم أولًا عمل ملخص للعمل، إلا أننى من فرط إعجابي الشديد بالرواية سألخص أنها من أكثر الروايات إثارة وحركة قرأتها خلال الستة أشهر الماضية، وأرى أن من يقول أننا ليس لدينا نص (ورق بلغة السينما) هو كاذب غير مكتشف للكنوز التي تحت أرجلنا ولكن لا ندرى أو نعمى عنها، والآن سأرجع إلى مسار النقد الأدبي.

الخلق دائمًا لوحة واحدة تحتوي النقيضين، الشر والخير، المادة والطاقة، الموت والحياة، الرجل والمرأة، كل منهما مكمل للآخر وضروري لوحدة اللوحة.

تتلخص أحداث الرواية في صراع على عين بشرية مخلقَّة استنادًا بكتب الحسن ابن الهيثم مكتشف تشريح العين، من خلال ريم - كلمة السر في جميع الألغاز - وهى فتاة لديها ميل فطرى للموسيقى من صغرها دون أن تتعلم شيء عن العزف، تؤلف مقطوعة موسيقية، يتضح أنها معادلة جزيئية لتخليق عين بشرية، فازت بمسابقة ببريطانيا للعزف على الموسيقى، تتعرض لمحاولة اختطاف فاشلة.

شخصية فريد البطل الذي خذل أسرته - ليلى زوجته وريم ابنته - نتيجة عمله الذى يستدعيه في أي وقت كطبيب شرعى، يستيقظ يومًا على مكالمة من عميد الشرطة فوزى يطلب منه القدوم إلى مسرح جريمة قتل بالمعادي، ومما يثير حفيظته وجود عين بشرية محفوظة داخل مخبار يحوى سائلًا هلاميًا يمدها بالتغذية اللازمة لحفظها حية، يستولى فريد على العين البشرية مقحمًا نفسه في سلسلة من الأحداث المثيرة والشيقة لحل شفرات وألغاز لإنقاذ حياة ابنته ريم، تلهث معها دون أن تدرى.

يسبق تلك الأحداث إرسال مجهول مجلدات أبى الحسن ابن الهيثم للعالم المصري عزيز، والذى يجتمع سرًا بزوج ابنته سعد بشقة بالمعادي، حيث يقوم بتجهيز العلاج؛ محاولة منه أن يرد لحفيده نور عينيه، شفرة حملتها تلك المجلدات احتوت أرقامًا تعبر عن مقطوعة موسيقية ومنها لمعادلة غاية في التعقيد وتشير لكويكب يحمل اسم الهيثم.

أدخلنا الكاتب إلى أكثر من عالم يمكن للكُتَّاب الناشئين أن يعتبروه مصدرًا جيدًا لمعلومات دقيقة خاصة ببعض العلوم التي لها صلة بالجريمة مثل:

عالم الطب الشرعي: من خلال تحديد توقيت الوفاة وما يحدث بحجرة التشريح داخل المشرحة وما يتم من فحص ظاهري، ثم فحص داخلي للجثة وتقطيع أوصالها والكشف عن الأحشاء الداخلية ونشر لعظام الجمجمة.

عالم الجريمة المنظمة: من خلال التحالف الدولي للإلحاد، وأخوية كتشينر، عدو رئيسي مستتر في الظلام.

يضعك الكاتب في جو من الإثارة من الصفحة السابعة عشر من خلال مشهد سينمائي من الدرجة الأولى وكأنك في ساحة قتال ثم يتبعه هجوم مسلح على مشرحة المستشفى، وليس هو الوحيد ولكن خلال الرواية برع الكاتب في عرض المشاهد واحدًا تلو الأخر.

سبح بنا في عالم الغموض من خلال غموض موت الدكتور عزيز، مرض سعد مساعده المفاجئ ووفاته، مرض ريم ووفاتها، غموض أسباب قفز السيارة للخلف فجأة كأن يد عملاقة خفية حملتها عن الأرض وألقت بها للوراء لتصدم السيارات خلفها.

أدخلنا قصر المنتزه الملكي في أكثر المشاهد إثارة ومغامرة في سراديب متشابكة أسفل حدائق قصر المنتزه بالإسكندرية وما به من غموض، وأحداث شيقة أخرى مثل انفجار ضخم، تحطم طائرة، جواسيس، مؤامرات، مقرات سرية، حيث ظهرت براعته في إخراج حبكة سينمائية رائعة ومثيرة الأحداث وكأنه يضعك أمام أهم الأعمال السينمائية التي ناقشت مثل تلك الوقائع مثل سلسلة أفلام أنديانا جونز ، أو Tomb raider عام 2018 وهو فيلم حركة ومغامرات.

برع الكاتب في التنقل بين الأزمنة Flashback باحترافية عالية، حينما بدأ عام 1911 بالوجود البريطاني ووصول المعتمد البريطاني الجديد كتشينر، وشق الصف المصري، ثم ينقلنا للوقت الحاضر بسلاسة لعام 2014 وما مرت به الدولة من مواقف.

يترك لنا الكاتب الكثير من علامات الاستفهام في محاولة لفك شفرة تلك الألغاز، ويسأل أسئلة متنوعة منها:

- هل روح الانتقام يمكن حقًا أن تدفع بشخص إلى كل هذا العناد والإصرار؟

- كيف لصدمة ما بعد الحادث أن تجعل عقل ريم صفحة بيضاء لا تعرف والديها؟

- ما هو الرمز السابع؟

- من هو رأس الأفعى والمدبر لكل تلك الأعمال؟

- ما السر المخفي في تلك العين البشرية؟

لا أستطيع أن أقول إلا أني أمام إبداع كاتب، ستعيش تجربة جميلة مع الغموض والإثارة الذي يحيط بأحداث تلك الجرائم والقضايا، لا توجد مشاهد أو أحداث مكررة، ولكن يطل علينا بأدوات وألغاز جديدة، منذ اللحظة الأولى يجذبك الكاتب بحبكته وأسلوبه وتشبيهاته ووصفه ومفرداته ولغته ولا تترك الرواية إلا منتهيًا منها (أحداث ثقيلة روائيًا).

الشخصيات كلها رئيسية من وجهة نظري؛ فكل شخصية هي قطعة في لوح الألغاز، كما نسجها الكاتب كشخصيات سينمائية وصفها للمخرج وصفًا كاملًا.

تم تحديد الزمان والمكان بدقة عالية، كما أرى أن الغلاف كان معبر جدًا (العين الخفية المستترة)، كما أن ذكر المراجع بنهاية الرواية أكد مصداقية الكاتب في الحقائق العلمية والتاريخية التي تم سردها.

برع الكاتب بحرفية في ربطه للأدوات المستخدمة والرموز في تركيبة جيدة التكوين مثل (المجلد السابع – قلادة حورس – المقطوعة الموسيقية – مذكرات جويدان هانم).

المفاجأة في التويستات التي يضرب الكاتب بها جبهتك مرة تلو الأخرى، وتقول لنفسك كم أنا ساذج!

أنهى الكاتب روايته بحل كل الألغاز نتيجة فهمه للرسائل المرسلة له، ويختم بكلمة يتحدث فيها عن مدى التخلف في تطوير الخطاب الإيماني، آملًا أن تتشابك القلوب للبحث عن الحقيقة، وبناء قواعد للبحث العلمي القائم على الإيمان بالله.

كتاب أكثر من رائع، مناسب لكافة الفئات العمرية، لديَّ شغف وحماس لقراءة باقي أعمال الكاتب، وتقييمي للكتاب ٥/٤.٨.

إلى الملتقى في مراجعة أخرى

د.محمد الشخيبي

الرواية كمجمل لطيفة و الأسلوب مشوق، و الكاتب قد بذل جهداً واضحاً لتجميع العديد من البيانات الحقيقية و الأمور التاريخية لدمجها في متن الرواية، إضافه إلى معلومات علمية صحيحة و هو جهد يستحق الثناء.

يعيب هذة الرواية محاولة التقعر من الكاتب، كما لو كان يريد أن يقول (انا موجود)، و ذلك بإستخدام العديد من المفردات في غير سياقها و بغير مدلولها اللغوي، كما ان الكثير من التراكيب اللغوية اما تحمل اخطاء فادحة تستوقف القاريء المتمرس، او تاتي على خلاف المعني الذي يقصدة الكاتب و هو ايضا ما يتسبب في تشتيت القاريء!

و لكن... اذا نحينا جانبا مشاكل السرد اللغوية و التي يجب علي الكاتب العمل عليها و تحسينها، سنجد اننا أمام عمل يستحق القراءة إجمالا.

محاولة جيدة لاستنساخ روايات دان براون من حيث الحبكة والوصف.. ولكن علي عكس روايات بروان شعرت هنا ببعض الملل اثناء قراءة هذه الرواية وذلك نتبجة ان الكاتب يريد ابهارنا بموهبته فحشد الكثير من الالغاز والمعلومات مما يسبب صعوبة في استيعاب وهضم كل هذه المعلومات بسهولة.. فالكاتب هنا اشبه بلاعب الكرة الذي يريد ابراز كل مهاراته دفعة واحدة في مبارة واحدة ليثبت انه حريف ولكن تكون النتيجة ان اداؤه يكون متوسطا.. ولكن في النهاية هي رواية جيدة..

رواية أراها ثرية جدا أجاد فيها الكاتب للغاية.

كر