العلاقات الروسية التركية: الفرص والمحددات - عبد الخالق شامل محمد
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

العلاقات الروسية التركية: الفرص والمحددات

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

"تعد العلاقات الروسية التركية من العلاقات التي تتصف بالأهمية والتعقيد في الوقت عينه، اذ تخللت تاريخ هذه العلاقات تحولات وتغيرات ومسارات معقدة ومتشعبة للغاية، كان للصراع والتنازع والحروب الحظ الاوفر منها، على حساب التعاون والتفاهم والمصالح المشتركة، إذ دارت بين البلدين اكثر من ثلاث عشرة حربًا كبرى، وقد كانت للقضايا الاقليمية والدولية الدور الابرز والسبب المباشر في استمرار هذه العلاقات المتوترة طيلة اربعة قرون، ولازالت كذلك. بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، وانتهاء الحرب الباردة، اصبحت روسيا الاتحادية الوريثة القانونية والسياسية لذلك الاتحاد الزائل، وقد حاولت هذه الاخيرة وبعد ان واجهت عزلة غربية التوجه لإقامة علاقات مع دول اخرى للتقليل من الاثار المترتبة على تلك العزلة، ويبدوا انها وجدت في تركيا ضالتها المنشودة، إذ بدأت العلاقات بين الدولتين تأخذُ منحًا آخر تعتمد على التعاون الاقتصادي والسياسي والامني، ومع وصول كل من الرئيس فلاديمير بوتين عام 2000 ورجب طيب اردوغان عام 2002 إلى السلطة في الدولتين، ازدادت وتسارعت وتيرة العلاقات بنحو ايجابي وملحوظ، الامر الذي ادى إلى تعزيز عرى التعاون وفي العديد من المجالات وبصورة غير مسبوقة إذ اثارت حفيظة الغرب بشقيه الامريكي والاوروبي، كون تركيا ثاني ابرز دولة في حلف شمال الاطلسي والعدو التاريخي واللدود لروسيا، الا ان هذا التعاون الذي بالإمكان تسميته بتقارب او شراكة استراتيجية، لم يمنع استمرار الخلاف والتوتر بشأن العديد من القضايا الاقليمية والدولية وهو ما يمثل الكابح والمعرقل الاقوى والابرز الذي يمنع الوصل بالعلاقات بين الدولتين إلى مستوى التحالف الاستراتيجي، إذ تبقى رغبة الدولتين في تحقيق هذا الهدف متأرجحًا بين الفرص والمحددات. لعبت المتغيرات الاقليمية والدولية دور بالغ الاثر، في مستوى العلاقات بين روسيا وتركيا من حيث التذبذب بين الصعود والهبوط، ولاسيما بعد عام 2011 وهو العام الذي شهد ما يعرف بـ""ثورات الربيع العربي""، سيما ان جانب من هذه المتغيرات ساعدت في تقارب وجهات نظر البلدين والتعاون في مجالات شتى، وجانب اخر عرقل التفاهم وتعزيز الاواصر بينهما، والنتيجة ان المعطيات العديدة والمختلفة الثابتة والمتغيرة في معادلة العلاقة بين الطرفين لا توحي بان هناك نهاية دقيقة من حيث الزمان والمآل تُختتم بها هذه العلاقة او تستمر لمدة طولية نسبياً؛لذلك كان من البديهي ان يتم توقع عدة مشاهد لمستقبل علاقات الجانبين، اما بالاستمرار على الوضع الحالي او تطور العلاقات إلى مستوى التحالف الاستراتيجي في ظل وجود فرص حقيقية او التراجع وانبثاق الصراع مجددأ بسبب الحجم الكبير من المحددات المحلية والاقليمية والدولية، وقد تم التأسيس لهذه التفاهمات والتعاون والتقارب في السنوات الاخيرة على ثلاث ركائز وهي الاقتصاد والطاقة والامن، وتوازي هذه الركائز قضايا خلافية اقليمية حادة ومن ابرزها القضية السورية وتبعاتها فضلًا عن قضايا القوقاز، البلقان، دول اسيا الوسطى، البحر الاسود، وقضايا شرق البحر المتوسط. أهمية الدراسة تكمن اهمية الدراسة في تسليط الضوء على العلاقات الروسية التركية، بعد العام 2011 وفي ظل المتغيرات التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط، حيث التباين والاختلاف الواضح في وجهات النظر لكل من الدولتين تجاه قضايا المنطقة، والتي شكلت اضافة مؤثرة جدا على ما كانت من خلافات بين البلدين ولاتزال تعرقل تطور العلاقات بينهما إلى مستوى التحالف الاستراتيجي، في القضايا التي تحدث في القوقاز والبحر الاسود والبلقان ودول اسيا الوسطى وشرق البحر المتوسط، وتبرز اهمية الدراسة كذلك في مدى التأثير والتدخل الفعلي والمباشر لهاتين الدولتين على مجريات الامور وسير الاحداث والتحكم في مساراتها ومقاصدها، بل وحتى صناعة القرار فيها."
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
كن اول من يقيم هذا الكتاب
16 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب العلاقات الروسية التركية: الفرص والمحددات