الإعلام الأمريكي الموجه وعلاقته بالنخبة.. والقضايا العربية
تأليف
جيهان عبد السلام عوض
(تأليف)
لوسائل الإعلام الموجهة دور بالغ الأهمية في الترويج للسياسة الخارجية في أوقات السلم وفي أوقات الحرب حتى أصبح للإعلام دور فاعل في صنع القرار والمشاركة في الأحداث، وتعد المنطقة العربية مستهدفة إعلاميًا من قبل أمريكا والدول الغربية، لذلك اهتمت العديد من الأبحاث العربية والأجنبية على حد سواء بتحليل أطر المعالجة الإعلامية للقضايا العربية وأثرها على اتجاهات الجمهور نحو تلك القضايا وإدراكه للدور الذي تلعبه تلك الوسائل في الترويج والدعاية للسياسة الخارجية للدولة الكاتبة. كما أن هناك علاقة متبادلة بين النخبة ووسائل الإعلام بشكل عام والوسائل الموجهة بشكل خاص، حيث تسعى تلك الوسائل إلى استقطاب النخبة العربية المعارضة للنظم العربية ولحكومات بلادهم للتحدث بلسان عربي وبعقل وتوجه أمريكي غربي.
وتكمن خطورة ذلك في لجوء النخبة لمتابعة القنوات الإخبارية الأمريكية والغربية الموجهة في أوقات الأزمات، والأحداث أو القضايا التي تتناقض فيها المعلومات، والتي تتكون منها حالة من الضبابية الفكرية وعدم اليقين السياسي فلا تتضح الرؤية وتغيب القدرة على الوقوف على حقائق الأمور.
وفي حقيقة الأمر، فإن الولايات المتحدة تشعل المشكلات في المنطقة العربية لتوجد لنفسها مبررات واهية للتدخل في المنطقة دون مظلة الأمم المتحدة مستغلة الإعلام الأمريكي والغربي للترويج لسياستها من خلال اتباع أساليب الكذب والتضليل والخداع لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للإدارة الأمريكية، فظهرت تعبيرات الشرق الأوسط الكبير، والشرق الأوسط الجديد واحتلت العراق ودمرت سوريا.
ولتحقق أمريكا أهدافها في المنطقة من خلال إستراتيجية فرق تسد، وتقسم المنطقة لتوفر الأمن والسيادة لإسرائيل وإحداث تفرقة وفتن إثنية وعرقية، استهدفت المنطقة العربية بالعديد من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة ومواقع الإنترنت خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، والحرب على أفغانستان واحتلال العراق تمثلت في إذاعة راديو سوا وموقعها على الإنترنت، قناة الحرة وموقعها على الإنترنت، وقناة الحرة عراق، ومجلة نيوزويك باللغة العربية التي توقف صدورها، بالإضافة إلى مجلة فورن بوليس بالعربية التي توقف صدورها، وموقع CNN بالعربية على شبكة المعلومات الدولية، بالإضافة إلى مجلة فوربس الاقتصادية بالعربية.