شرخ في الحائط لكلاوديا بينيرو
ترجمة رانيا الرباط
قال جوزيه ساراماجو عن الرواية:
"رواية ذكية، تشريح قاس لمجتمع سريع الانهيار"..
بابلو سيمو مهندس معماري مهندس معماري في الخامسة والأربعين يعمل في مكتب هندسي يتمنى أن يستقيل منه، يرسم مشروعًا لمبنى في الخيال، بعيدًا عن بوينس آيرس، والتي هدمت الكثير من أجل بناء مباني لا يرضى عنها، مباني لم تبنى من أجل راحة المواطن بل من أجل زيادة أرباح الشركة التي يعمل بها..
لقد تعددت رسوماته لهذا المبنى ولكنها لم تصبح واقعًا أبدا..
يقول عنه:
❞ لكنه يعرف أنه سيكون في مكانٍ ما حيث يمكن لمبنى متجه ناحية الشمال أن يتمتع بدخول ضوء الشمس في الصباح، ودون أن يُنى على أنقاض منزل أحدهم، أو أحزان الآخرين. ❝
هو معجب بزميلته في العمل مارتا ويتخيل موت زوجته لورا يومًا ما، حتى يستطيع أن يمضي في علاقته معها، ولكنه يرى بوادر علاقة خفية بين مديره ومارتا..
تدخل إلى المشهد على ثلاثتهم فتاة شابة تسأل عن "نيلسون جارا" ف:
❞ صمت ثلاثتهم، فلم يجيبوا ولا حتى تبادلوا النظرات، شعروا وكأنهم يعودون بالزمن إلى تلك الليلة، منذ ثلاثة أعوام حيث أقسموا ألا يسترجعونها أبدًا. ❝
ترى من هي هذه الفتاة، وهل ستجعله يمر بأزمة منتصف العمر بعد زواج دام " أحد عشر ألف وسبعين يومًا -كما رددت علينا الكاتبة هذا مرات عديدة-
ومن هو نيلسون جارا هذا؟!
يعاني سيمو من مشاكل كثيرة مع زوجته في كل ما يخص ابنتهما المراهقة فرانشيسكا والتي أصبحت كومة من العصيان..
ولكن لم لا تتذكر الأم كيف كانت وهي في مثل عمر ابنتها؟ سؤال مهم للغاية على كل أم وأب إجابته فيما يخص أولادهم في الواقع..
أعجبني قول الكاتبة على لسان البطل في هذا الشأن:
"ما الذي سيريح “لورا” من ثقل ما تعنيه “فرانشيسكا” لها؟ هل أن تكون “فرانشيسكا” فتاة صغيرة مرة ثانية، أم امرأة إلى الأبد؟ هل ستشعر بالراحة عندما ترى ابنتها على أحد جوانب النهر، لا تتخبط مع التيار؟ وهو ما يبدو أنها موجودة عليه الآن وهما يستمتعان بفكرة أنهما قادران على إنقاذها، حتى وإن لم يكن هذا مؤكدًا، فليس هناك من هو بمأمن"..
رأته ابنته مثيرًا للشفقة.. كما أن ليونور أطلقت عليه لقبته بال "غريب" أما جارا فقد كتب عنه:
❞إنه يستخدم المترو في الذهاب إلى العمل رغم أن هذا أطول وأقل مباشرة من استخدام الحافلة. إما أن المرور يزعجه أو أنه يحب دفن نفسه حيًا أسفل المدينة❝
فهل انطبقت هذه الصفات على سيمو؟! التي أستطيع أن أضيف لهم صفة "الممل"،
وهل سيظل هكذا أم أن هذه الكلمات التي تصفه ستجعله ينظر إلى نفسه باحثًا عن سبلًا للتغيير؟!
#نو_ها