عندما يكون المكان ليس مجرد خلفية للقصة، بل هو القصة نفسها، فنعيش فيه احداث الرواية الممتدة من اوائل الثمنينات حتى أواخر التسعينات. المكان هو الحي الانجليزي او المعادي والبداية مع تأسيس رابطة الاجانب من قبل السيدة الامريكية سريا التي نشأت في القاهرة وعادت اليها مع زوجها الخبير النفطي، بهدف تقديم مساعدات للمجتمع المصري وكمكان لتجمع الاجانب المقيمين بالحي. يعرفنا الكاتب على عدد من هؤلاء الاجانب ونمط حياتهم وكذلك على الافارقة والمصريين الذين يعملون معهم ويقومون على خدمتهم. ثم ينتقل بالسرد الى تأثير الخليج على الشارع المصري بدأً من اموال المصريين او العرب الذين عملوا في الخليج واستطاعوا تكوين ثروات مكنتهم من السكن في الحي الانجليزي، واموال الخليجين الذين قدموا للدراسة في القاهرة عبر شخصية نواف الرشيدي الشاب الخليجي الذي يهوى المتعة الشاذة فندلف معه الى عالم القوادة
والى عوالم المتعة المحرمة التي تنتهي بعدة جرائم يذهب ضحيتها نساء كل ذنبهن ان طرقهن قد تقاطعت مع طريقه.
كذلك يسرد لنا الكاتب قصة سميرة المرأة المتعلمة التي توفي زوجها وترك لها اربعة اطفال فأفنت حياتها بخدمة العائلات الاجنبية بالحي، وكيف اثر ذلك على اولادها الذين تربوا على قيم مادية بحتة، فهاجر اشرف الى الكويت، فيما سارت مديحة وداليا على خطاها وانتهى بهم المطاف جميعا في الرابطة، اما سعيد الابن الرابع فقد افسدت حياته محاولاته التشبه بالاجانب طوال حياته وصولا الي صداقته الحميمة مع يودا المسؤول الامني في السفارة الاسرائيلية.
اشخاص الرواية كثيرين، ولكن يربطهم جميعا انتمائهم للحي وتترابط مصائرهم وتتقاطع عبر خيوط متشابكة تعود بنا دائما الى الرابطة وتجعل القارىء مشدود دائما لإكمال القراءة لأن لكل شخصية قصة مختلفة ومتفردة.ورغم وجود الكثير من المشاهد التي قد تزعج بعض القراء الا انها كانت موظفة لخدمة السرد واساسية ضمن سياق الاحداث برأيّ المتواضع.