كتباب
الثالث
نبذة عن الرواية
تدور أحداث الرواية المنتمية إلى أدب الديستوبيا أو ما يمكن تسميته بـ"أدب النهايات"، في زمن مُتخيّل يلي قياماً مُتخيّلاً للهيكل "الثالث"، ويشهد على خرابه، يحدث ذلك بعد أن تكون قنابل نووية دمّرت مدن الساحل في إسرائيل وفي مقدمتها مدينة تل أبيب، حيث يقود التغيير فلكيّ مُرتدّ عن الدين يعيده التجلّي الإلهي في النقب إلى دين آبائه، وينجح في توحيد من تبقّوا من الشعب حوله في منطقة الجبل. ويقوم الإسرائيليون الذين نجوا، بطرد الفلسطينيين ("العماليق") من البلاد، ويؤسسون مملكة جديدة برئاسة الفلكي، ويبنون الهيكل الثالث ويعيدون ممارسة العبادة فيه، لكن بعد مرور نحو خمسة وعشرين عاماً تتورّط "مملكة إسرائيل الجديدة" في حرب أخرى مع جيرانها العرب ينتج عنها خراب الهيكل الثالث. تضيء الرواية بوضوح كبير المخاوف العميقة الكامنة في اللاوعي "العلماني" التل أبيبي من التديين، وتسهب في رصد كيفية تحوّل الحصانة الدينية إلى حاضنة للفساد والتضليل والقتل والمقامرة الوجودية. فالكاتب يُبرز الخوف من المُنزلق نحو تديين/ تهويد الوعي والحياة برمتها، ويستشعر البنى التحتية الجديدة المؤسّسة لما يُطلق عليه تعبير "الهيكل الثالث"، وهو يقوم بشحن كافة مناحي الحياة في هذا الهيكل (الروائي) الثالث بالتصوّرات والعبارات الدينية كافة، بدءًا من العهد القديم فالمشناه والتلمود وكتاب التسابيح والصلوات، وبالهوس العرقي، من أجل تأكيد طبيعة هذه البنى الجديدة وقدرتها على التدمير، من جهة، وفي سبيل تأكيد طاقاتها العظيمة المستفيدة من التكنولوجيا المتقدمة بغية "استعادة الوعي اليهودي"، من الجهة المقابلة. ومما جاء في المقدمة: تتركز الرواية على صراع الهويات الإسرائيلي الداخلي، في ظل حضور شبحي للفلسطينيين بما يخدم توصيف الأزمة الداخلية، فالرواية تنجم عن، وتعبر عن، مخيلة جماعية علمانية مسكونة بخوف شديد من مآلات التديين البنيوي المتسارع للمشهد الإسرائيلي، وهي - الرواية - وإن كانت تقفز عن "الخطايا الأولى" وتنطلق من نقطة تمثل فيها تل أبيب نقطة معيارية تبرؤها من بؤس المآلات، فإنها تفكك نقيضها - القدس والجبل - على نحو عميق، ينزع عن "القداسة" هالتها دون أي رحمة، ابتداء مما تنطق به الذبائح من روث على أرض المذبح، وصولاً إلى ما تشهده الممارسة من صفقات يهون فيها المقدس أمام المال والامتيازات والمُتع... في النهاية، الفكرة المتطرفة تأكل نفسها، و"أبو الأمة" الذي تفنى فيه ويفنى فيها يُفنيها، وهو يتكشف عن ذنوب ونزعات منفعية أيضاً، ويكون أخطر ما في تطورات الحالة الجمعية وإحالاتها الرمزية، ما تبلغه من هياج وانعدام بصيرة يفضيان إلى الإيمان بأن ذبح الابن البيولوجي الرضيع قرباناً هو وحده القادر على تسكين غضب الرب ليحمي المملكة". ويعلقّ الكاتب أنطوان شلحت على الرواية في ما يشبه الخاتمة لها: "وإجمالًا، بمقدورنا أن نستنتج أنه مع انتهاء العقد الأول من الألفية الثالثة تحوّل نمط الأدب الديستوبي إلى ما يشبه الظاهرة في الكتابة الأدبية الإسرائيلية، ولا شك في أن لديه تعبيره الاجتماعي والثقافي، وله شهادته المخصوصة على المجتمع. كما يمكن الإشارة أيضاً إلى أن علاقة نصوص كُتّاب هذا الأدب بواقعهم هي علاقة متعدّية. ولا شك كذلك في أنه من وراء تصوير الكابوس القادم، برسم ما هو قائم هنا والآن، يهدف هؤلاء الكتاب إلى حفز أي معارضة مُتاحة مُمكنة ضد تلك الديستوبيا. وبكلمات أخرى يمكن القول إن هاجسهم يتمثّل، أكثر من أي شيء آخر، في محاولة استشراف كل ما يتضّاد مع أي مسعى يتطلّع إلى تشييد مستقبل واعد مُغايرٍ لحاضر استحال إلى شديد السواد تحت وطأة ماضٍ قاتمٍ لا ينقضي".التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 248 صفحة
- [ردمك 13] 9789950030343
- مدار - المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Aryam Salameh
الكتاب خرا من دون انه اشوف لانه في الحياة ما في بلد غير فلسطين و ترا حتى انا فلسطينية و افتخر و خرا على المعترضين