نبت غريب
تأليف
ياسر قبيلات
(تأليف)
توظِّفُ هذه الروايةُ المكانَ بحرفيّة، وتستحضر تفاصيلَه البِكْرَ فتثير في نفس القارئ المتمرِّس على تلك التَّفاصيل شوقًا لا حدود له. بيدَ أنَّها لا تكتفي بذلك، فقد انقضى عهد الفنِّ من أجل الفنِّ منذ زمن بعيد؛ إنَّها إذ تستحضرُ المكان وتنعشُ الذكريات، ترتقي بهما وبما يثيرانِهِ من حنين، لتوجّه الأنظارَ إلى فحوى الكلام التي أراد النصُّ الإفصاحَ عنها. للرمز في هذا العمل أهميةٌ خاصة؛ فهو يحافظ على جمال الحكايةِ، وينبّه إلى أصالتِها، ويضفي على السَّرد فيها سمةَ المفاجأة، ويشدُّ القارئَ فيلاحظ أنَّ الأحداث لا تتوقَّف عن التَّوالد، والشَّخصيات ترسل رسائلَها، بينما النَّبتُ الغريبُ يتغلغل في الخفاء إلى أن لا يسْلم منه شبرٌ من الأرض. عندئذ يبرز سؤالٌ لمن أَلِف أبكارَ الأمكنة وأُلهمَ معانيَها الطازجة: هل يقوى هذا النبتُ على البقاء في أرضٍ ولّادة؟ وهل ترضى الأجيالُ القادمةُ بهذا الاختراق الذي لوَّث الضمائر قبل أن يلوٍّث الأمكنة والكائنات؟