رواية "كُل الأمور السيئة" تطرح سؤال تكرر كثيراً فيما قرأته من روايات وما شاهدته من أفلام ومسلسلات وعلى الأخص فئة "الأبطال الخارقين".. هل لو بإمكانك تنفيذ العدل بيديك؟ هل ستنفذه؟ دعك من القانون.. القانون يجعل القاتل بريء.. ويجعل الفاسد نزيه.. أن تعلم جيداً أنك لو تركت حقك لن يستطيع القانون جلبه لك من تلقاء نفسه وخصوصاً في بلد كبلدنا.
الفارق بين هذه الرواية وبين روايات وأفلام ومُسلسلات "الأبطال الخارقين" أن البطل يُريد أن يُحقق العدل لنفسه؛ حيث أنه ظُلم وتم سجنه لمدة 9 سنين في جريمة قتل لأخيه!.. فقرر أن يُمثل العدالة وينتقم من كُل من ساهم في تلفيق الجريمة له.. القاضي الذي حكم في القضية.. المُحامي الذي ساهم بشكل كبير في تلفيق القضية له بجلبه لشُهداء زور لجعل الكفة تميل ضده.. والضابط الذي لفق المحضر أنه من كان بالسيارة التي صدمت أخيه.
انتقم من الثلاثي الفاسد والذين بالمُناسبة يمثلون أكثر القطاعات فساداً في البلد.. مع ترك إقتباس من القرآن أو الأنجيل بعد قتله لكل ضحية.
ولكن أكتشف "أدهم" أنه بقتله لهؤلاء الثلاثة فقط لم تنتهي مُهمته بعد.. فهُناك الأمير الخليجي.. من كان يقود السيارة التي صدمت سيارتهم هو وأخيه..
ولكن يوجد عائق كبير بينه وبين قتله.. "شذى" تلك الجميلة التي سحرتنا بوجودها الجذاب وبرائتها المُحببة للنفس.. وجذبت تعاطفك لها.
ويصبح "أدهم" في صراع فكري.. بين الحُب الذي أنار حياته.. وبين إنهاء الظلم الذي تعرض له الذي جعل حياته سيئة ومُظلمة.
ولكن الحُب يصنع المُعجزات.. أحياناً.
وكعادة أي عمل مصري أصيل يحترم نفسه.. لا بُد من وجود ضابط الشرطة أو العقيد.. إلخ "المُحترم" النشيط الذي يُريد تحقيق العدالة بمفرده ولا يوجد أحد يساعده.. الضابط الذي رسم أحلام دُخانية لحياته من زواج مثالي أصبح زواج من أجل الأطفال فقط.
ومن عمل أعتقد أنه سيحقق العدل من خلاله.. إلى عمل يشتمل على كُل ما يمكن عمله من أمور سيئة.
الرواية جيدة.. وخط الأحداث جيد.. وحتى الشخصيات الثانوية مثل "ناديا" و "ميدو" كان وجودهم جيد وكان لكل منهم دور مُهم في تصاعد الأحداث.
في المُجمل، كان عمل جيد وتجربة أستمتعت بها.. وكاتب يُجيد كتابة الرواية التشويقية.