جريمة في بوينس آيريس
ل كلاوديا بينيرو
ترجمة آية صادق
غلاف بأعلاه كتب:
"إن القاتل المحترف هو الذي يبقى حيًا حتى النهاية، إنه ذلك الذي لا يستطيع أي أحد قتله".
بأسفل الجملة صورة لشخصية كارتونية اشتهرت في بداية القرن الماضي ثم عادت بقوة لتغزو الأسواق في نهايته..وأمامها رجل يجلس على كرسي يعطينا ظهره وتقر الدماء من يده فوق سجادة عليها كوب من الخمر..
تتواجد هذه الشخصية الكارتونية داخل النص بصور وتعبيرات وجه مختلفة مع بداية كل مشهد..
يبدأ الكاتب روايته بثلاثة مقتبسات عن الجريمة لثلاثة كتاب..
الدخول الاليكتروني للموظفين للكومباوند السكني يجعل جلاديس تشتم في سرها، وهناك نوعان من بطاقات الدخول، نوع يضمن الدخول السريع وهو ما لا تجد له وقت لتجديده كل شهرين، أو الوقوف هكذا في طوابير وهي لا تدري رد فعل مخدومها الأرمل السنيور تشازاريتا.. وهو شخصية مخيفة كئيبة، ماتت زوجته في ظروف غامضة..
كان على جلاديس أثناء تفتيش الحقيبة أن تسجل هاتفها والشاحن وصندل خاص بها حتى تضمن الخروج بهم بلا مشاكل..
دخلت جلاديس المنزل وبدأت مهامها المنزلية لتجد السنيور مقتولًا فتصرخ وتجري خارج المنزل..
على صعيد آخر نجد نوريت إيسكار امرأة تجتمع مع صديقاتها مرة في شهر في بيت إحداهن وكن يتناقشن في أخبار الجرائد، وكان يهمها أخبار تخصصها الجريمة .. وبعدما كانت أديبة تهتم بأدب الجريمة، قررت كتابة رواية رومانسية كانت سببًا في أفول نجمها الإبداعي.. فتوقفت تمامًا عن الكتابة وأصبحت تقوم بالتدقيق اللغوي لغيرها إيمانًا "باستخدام لغتهم الأصلية ضد سيادة اللغة الإنجليزية" كما تقول الكاتبة.
تصل الأخبار إلى برينا صحفي الصفحة الاجتماعية بجريدة التريبونو والذي نقل من قسم الجريمة بسبب مقولة له في لقاء صحفي:
❞أنا أعمل لصالح جريدة «التريبونو» ولكنني أقرأ الجريدة المنافسة لأنني أثق في مصداقيتها أكثر.❝
تم استبدال برينا بفتى من جيل جوجل كما يقول الكاتب..
وفي هذا إشارات واضحة لأجيال العمل الجاد وأجيال الانترنت..
ولكن الفتى يرد ب:
❞ الحبر أم الرابط الإلكتروني؟ ❝
يمزج الكاتب الأحداث بصورة جيدة ومميزة فنجده يتحدث في فقرة عن الصحفي الشاب عن بحثه لمعلومات خاصة بجريمة القتل، يضع هذا مع نوريت التي تحتسي شاي في فترة الراحة..
يتصل رئيس التحرير رينالدي عدو برينا بنوريت، وكان قد أطلق عليها لقب بيتي بوب شخصية الإغراء الكرتونية منذ التقاها من عدة سنوات .. والتي وضعت على غلاف العمل..
كانت نوريت قد علمت بمقتل تشازاريتا فطلب منها رينالدي ضرورة الاتصال وتبدأ حبكتنا للكشف عن ملابسات الجريمة بصورة صخافية لكاتبة اشتهرت في أدب الجريمة.
شخصيات الرواية متعددة إلا أن القارىء لا يتعب في تتبعها مع الكاتب رغم الأسماء الأجنبية..
تتحدث الكاتبة كثيرًا عن المدن الجديدة التي بنيت لطبقة معينة من الشعوب لتنعزل عن بقية الناس وتجدها موحشة في حين أن المدينة والزحام هما الروح..
فها هي نوريت تنزعج من نظرات الجيران في الكومباوند قائلة:
❞ يبدو أن هناك شيئًا ما يتعلق بهذه المجموعة يجذب أنظار كل من يمر بهم.. لم تكن تلك هي المرة الأولى لـ»نوريت» التي تعيش فيها هذا الإحساس.. إحساس تلك النظرة التي تميز بوضوح «أنهم» ليسوا «منّا».. ❝
كما تحدثت عن الصحافة وأخلقياتها والضمير المحرك لكل صحافي بصورة عامة وخاصة في بلاده..
الرواية رائعة تفيض بالأحداث..
الترجمة تحتاج إلى اهتمام أكثر من هذا ..
فالمرء مثلًا لا يوجه ركلة في الفك بل لكمة.. كما أن هناك عدة كلمات مثلًا تحتاج أن يسبقها "أن" مثل ماذا يجب يقول ..
أو كتابة الأسماء ملتبسة مثل :
❞ بعث برسالةٍ إلى «كويازو» ❝
ص ٣٩٣ والمفروض أنه أرسلها ل جونزالو..
وغير ذلك من أشياء بسيطة كالمذكر في حالة تأنيث، إلى آخره..
#نو_ها