أنطوان لاريس كتب ما يراوض جميع ضحايا الارهاب و هنا بالضحايا لا أقصد الموتى.. فالموتى قد تركوا هذا العالم البشع و ذهبوا للعادل الذي لا يظلم أحدًا و كلنا نحزن عليهم و على بشاعة العالم الذي أصاب معظمنا بالتبلد من كثرة أخبار الوفيات التي تراها يوميًا فأصبح الخبر ينزل علينا مثله مثل اى شيء نتأثر لثواني تم تستمر الحياة بالدوران كأن شيء لم يكن الا على أهالي الضحايا، لا نسأل نفسنا كيف كانت حياتهم و كيف ستكون بعد ما حدث، كيف سوف يثقوا فى العالم من جديد و يطمئنوا، الحياة لا تقف على أحد و الزمن يساعد على الشفاء لكن الكلمات ليست بسهولة الواقع، هنا كتب أنطوان كل المشاعر التي خالطته و أصابته من اول لحظة سماع الخبر و كيف سوف تكون الحياة بدون حب حياته و ام ولده الصغير الذي لازال فى شهوره الأولى، هنا تغير الواقع و حياته ١٨٠ درجة اصبح مشتت حزين لكنه قرر ان يكتب للارهابين رسالته الواضحة فى هذا الكتاب أنه لن يمنحهم كراهيته و لن يولد فى طفله الكره و الحقد بل سوف يربيه على السعادة و الإنسانية، رواية مؤلمة قد تصيب كل واحد منا فى المواقف الكثيرة التي تعرض لها أنطوان من بعد فقدانه زوجته و فى حالتي كان موقف جرح أصبع ابنه الصغير و هو يقص ظفره، هنا فهمت ما كانت تمثله له مع أنه شيء بسيط للغاية و هنا تذكرت كم اكون طفل انا أيضًا عندما اتوه فى البيت و لا أجد عندما كنت مع أمي او حتي بعد زواجي، قد تبدو أمور صغيرة فى حياتنا اعتيادية طبيعية لكن عندما نكون نحن فى مواجهتها نعلم كم كانت شاقة على الآخرين و لم ناخذ بالنا إلا متاخر .
الكتاب تذكير مهم لنا ان لا نضع الكره يتملكنا و الحقد يغلبنا فرحلتنا قصيرة فى هذا العالم على اى حال .
" دائمًا ما يخالطنا الانطباع بأنَّ - الذي يحيا ويعيش في ظروف صعبة يكون بطلًا، خاصةً إذا ما شاهدنا الأمور من بعيد. وأنا أعرف أنني لست بطلًا، فكل ما هنالك أن القدر أصابني ليس أكثر. أصابني بذلك المصاب دون أن يأخذ ."
" فجأة! انتابني الخوف، خوف من ألَّا أكون في المنزلة التي وضعني الناس بها أو التي ينتظرون أن يرونني بها، ألم يعد لي الحق في أن أكون خائر القوى، ضعيف العزم؟ الحق في أن أكون غاضبًا؟ الحق في أن يطفح بي الثمالة وأن أدخن؟ الحق في أن أحب امرأة أخرى، أو ألَّا أحب؟ الحق في أن أبدأ حياة جديدة أو لا أبدأ؟ الحق في عدم رغبتي في اللعب، والذهاب إلى المنتزهات، أو رواية القصص والحكايات؟ الحق في أن أخطئ؟ الحق في أكون على دراية بكل شيء؟ الحق في ألَّا أريد؟ الحق في ألَّا أكون مذنبًا؟ "