أنا شخص اسعدني الحظ بأن يكون أخي الكبير من مشجعي نادي ليفربول وهذا أتاح لي صبياً مشاهدة أخي يتابع بشغف مباريات ناديه الأثير قبل أن يتحكى بفضائل لاعبيه. كبرت على حب ليفربول ولطالما سمعت عن الاحداث المثيرة التي مرت وتمر على النادي. للأسف لم يسعفني حظي حتى الآن من زيارة ليفربول المدينة أو النادي.
هذا الكتاب أتاح لي شخصياً الاقتراب أكثر من ليفربول الحبيب إلى نفسي وتعرفت معه إلى المدينة التي يستمد منها أسمه. هذه المدينة التي تمتد فيها شرايين حضارية متوغلة في أعماق التاريخ والجغرافيا سواء دينية أو ثقافية أو تجارية. هذا الكتاب سيتيح لكم ملامسة معاناة المدينة وكذلك الفرح معها والرقص على أنغام البوب التي كانت عاصمة ثورية له. ليفربول المدينة لن تعود بعد هذا الكتاب مجرد شبكة من الشوارع والمباني بالنسبة لكم.
سيعبر بكم المؤلف اسوار ومدرجات الآنفيلد ذلك المعقل التاريخي لنادي ليفربول وستعرفون معه لماذا كان هذا الملعب فريداً من نوعه وتأسس نادي كروي للعب عليه وليس العكس. نادي ليفربول الكروي تم تأسيسه بسبب وجود ملعب الآنفيلد الذي لظروف درامية لم يكن هناك فريق يلعب عليه.
المؤلف طارق الجويني قام بسرد رائع لمسيرة تاريخية للمدينة والنادي لكن لا يمكن تجاوز حقيقة أنه مشجع مغرم بالنادي. ذاك العشق أثر بشكل واضح على موضوعية التعاطي مع كثير من الأحداث التاريخية وخاصة المؤلمة منها والتي لا مفر من وصف بعضها بالمخزية والمعيبة. العشق المتأصل في قلب المؤلف انعكس في التعاطي المتساهل مع بعض الوقائع والميل الكبير لوجهة نظر المشجع للنادي وهذا ليس بالضرورة عيب في الكتاب لكنه يجعل من كتابنا هذا مستفزاً لمن لم يحظى بسعادة تشجيع النادي العظيم ليفربول.
لن تمشي وحيداً أبداً.
استمعت لهذا الكتاب بصوت قصي حمود على تطبيق ستوريتل.