تم قراءة الرواية أثناء مبادرة الكتاب الأبيض الموسم الأول عام ٢٠٢١
فتحت الصفحة الأولى فوجدت مقولة بسيطة ألا وهي ( وحده الذي يسأل يحصل على الجواب ) يليها خريطة في الصفحة المقابلة، وفي حقيقة الأمر لم أدقق فيها ولا في تفاصيلها، ثم فتحت الصفحة التي تليها فلمحت اسم مدينة ( سراييفو ) لم أكن أعلم أنها عاصمة البوسنة ولكن عندما نظرت إلي الصفحة الأخيرة ووجدت أن الكاتب يذكر ملحوظة أن هذه الرواية ليس حكمًا على علي عزت بيجوفيتش، علمت أنها رواية تاريخية وتوقعت أنها تتحدث عن سيرة علي عزت بيجوفيتش فتحمست لها جدًا لسببين، أولهما حبي للتاريخ وللروايات التاريخية وثانيهما رغبتي الدفينة لقراءة كتابه ( الإسلام بين الشرق والغرب ) منذ اللحظة الأولى التي وعيت فيها على أصناف وأنواع الأدب المختلفة غير روايات الجيب والروايات الرومانسية وقد كان ذلك من ست سنوات وأنا أريد قراءة هذا الكتاب، ثم جاء الكتاب الأبيض ليزيد من ثقتي بمقولة ( عندما تكن مستعدًا سيظهر لك الطريق ).. 😁
عندما بدأت في قراءته وخاصة بعد الانتهاء من الفصل الأول زادت شكوكي في أنه يتضمن السيرة الذاتية لبيجوفيتش ولكن لم تلبث أن مُحيت هذه الشكوك بمجرد التعمق في قراءته بالإضافة إلى أنه راودني إحساس أنه كتاب عربي لا أدري أيرجع ذلك لسهولة أسلوب السرد أم ماذا 🤔!
تبدأ الرواية بسيدة عجوز تصر على لقاء علي عزت بيجوفيتش في المشفى فتذكره بنفسها ثم تبدأ في سرد قصة حياتها
أزمنة مختلفة وأماكن متعددة تحتويها الرواية فنجدها تتنقل بين الماضي، في أمور عدة عنها وعن أسرتها يتطرقها الحديث عن بيجوفيتش وتأثيره الشديد في كلًا من أخويها أدمير ودراجان وابنها عمر، ثم تعود للحاضر وما يتضمنه من لقائها به في المشفى...
بالإضافة إلي بعض آراء بيجوفيتش وكيف أصبح بيجوفيتش رئيسًا للبوسنة واتخاذه لعمر أحد رئيسي أركان جيشها، ثم تسرد بعض التفاصيل عن حرب البوسنة وطمع كلًا من كرواتيا وصربيا بها وذلك بعد تفكك الجمهورية اليوغسلافية بعضها من ذاكرتها بناء على ماكتبه عمر في مذكراته..
عندما شارفتُ على الانتهاء منها فلم يعد يتبقى سوى 80 صفحة تزيد أو تقل من أصل 400 صفحة، أدركت لوهلة أني قد لمحت اسمًا غريبًا في الصفحة الأخيرة التي سبق وأن اتطلعت عليها قبل البدء في القراءة، فعدت إليها مرة أخرى لأجد اسم ميلا ، فراودني الشك أيكون هذا الاسم قد مر علي أثناء قراءتي ولا أتذكره 🤨؟!
وتيقنت أن هذا لم يحدث بعد عدة صفحات حيث أكملت أديلسا قصتها وكان ذلك لنا كقراء وليس لبيجوفيتش، فتنتقل دفة الحديث إلى خديجة حفيدتها التي لم يتسن لعمر رؤيتها وعلاقتها بصديقتها ميلا الصربية والتي تكتشف كينونتها وتحاول البحث عن أهلها وماضيها بمساعدة خديجة...😀
تغير الإحساس الذي راودني بكون هذه الرواية عربية بمجرد أن بدأت في الحديث عن أخويها وعن اقتناع دراجان بالشيوعية متفقًا مع معلمه نيقولا، فتيقنت أنها مترجمة بيد خبيرة للغاية جعلت ترجمها سلسة للحد الذي لا يمكن تفرقته عن عربيتها إلا بمضمونها والأفكار التى تحتويها، بمجرد ذكر الشيوعية وعلاقة النازية بيوغوسلافيا والاتحاد السوفيتي، أدركت أنني لابد لي من البحث والتدقيق ولو بقدر بسيط لأزيل ما أصابني من تيه وأحاول استيعاب مضمون الرواية، كما أنه يتخللها الكثير من الفلسفات والتساؤلات المختلفة التي لا يسع الوقت لذكرها والتي تحتاج مني أن أعيد قراءة الرواية في محاولة دقيقة لإمعان النظر في هذه التساؤلات مرة أخرى بعد معرفة اسم الرواية ومعرفة كاتبها وذلك لإرضاء الفضول الذي تملكني 😂😂
لدي ملحوظة بسيطة عن جودة الورق والطباعة شعرت بعدم رضا عن كلًا منهما أثناء القراءة😅، كما صادفني خطأ ألا وهو تشابك كلمتين متتاليتين بدون وجود مساحة فاصلة بينهما يبدو أنه قد سقط سهوًا من المدقق اللغوي..
غير هذا فهي تجربة ممتعة للغاية، أتمنى أن أعيدها مرة أخرى..♥️