تقييم الترجمة:
⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐
يبدو واضحا تماما الجهد الكبير المبذول من المترجمة لكى تقدم لنا ترجمة إحترافية وفى نفس الوقت أدبية لهذه الرواية الرائعة. الترجمة بهذا الشكل الجميل ومن لغة ليست من اللغات المشهورة والمتداولة حول العالم كالانجليزية أو الفرنسية ... إلخ إنما يدل على كفاءة يجب أن تنال حقها من التقدير والإحترام.
هذا ظهر جليا فى ترجمة الحوار - حتى فى ترجمة حديث أشخاص يعانون من صعوبة فى نطق بعض الكلمات جاءت الترجمة بارعة جدا وواصفة بدقة طريقة النطق تلك - والوصف الدقيق للحياة فى إيران قديما من جميع نواحيها ، مثل شرح معانى أسماء أنواع الطعام المختلفة والأماكن والألقاب وغيرها.
مجهود عظيم يستحق كل التقدير والإشادة وأرفع لها القبعة.
---------------
تقييم الرواية:
⭐⭐⭐⭐⭐
الأدب الفارسي هو بقعة مظلمة ومنطقة مجهولة تماما بالنسبة لغالبية من يقرأ فى مجتمعاتنا العربية عامة وفى مصر خاصة.
هذه أول تجربة لى مع هذا النوع من الأدب. والحق أنها أثارت إعجابي الشديد فى حقيقة الأمر وبالطبع هذا يعود إلى الترجمة البديعة التى لولاها ما كنت سأستمتع بهذه الرواية.
القبر العمودى هى الجزء الأول من ثلاثية كتبها المؤلف تحت عنوان ( بوابة الموتى ). هى رواية تجسد الألم والمعاناة الإنسانية والقهر ومليئة بالمشاعر والأحاسيس فى إطار من الفانتازيا والتشويق والإثارة والرعب لكنه رعب من نوع إنساني بحت.
نعيش فى الجزء الأول مع مذكرات تركها رضا ميرزا الذى يعمل أمين مكتبة مر عليها مائة عام أو أكثر ، يحكى فيها تفاصيل حياته وما مر به من مواقف مؤلمة ومثيرة أراد أن ينقلها لمن يأتى من بعده خاصة أنه لم ينجب ولا وريث له.
نعيش الهول والقهر والعذاب والذل الذى مر به فى طفولته منذ إختطافه من عائلته وعمله كصبى فى دار لنسج السجاد مرورا بالتجربة المثيرة التى مر بها وهو طفل وعلى إثرها تكشفت أمامه حقائق مثيرة لم يكن ليعرف عنها أى شىء لولا هذه التجربة المروعة.
الرواية إنسانية من الدرجة الأولى ، كاشفة لحقائق مروعة تعرض لها الشعب من انتهاك للطفولة البريئة والعمل بالسخرة والتعذيب والمجاعة والجهل والفقر والمرض فى فترة زمنية قديمة وهى العصر القاجارى وكل هذا فى إطار من الفانتازيا الجميلة.
تنتهى الأحداث لتتركنا مع موعد باستكمالها فى الجزء الثانى الذى صدر حديثا تحت عنوان ليلة الخندق لنستكمل باقى مذكرات رضا ميرزا.
رواية من العيار الثقيل وأنصح بها بكل تأكيد.