عادةً، أُمهِل الرواية مقدار 50 صفحة، قبل أن أحدد انطباعًا عامًا عنها، وعلى إثره أقرر؛ إن كنت سأُكمِلها بقراءة دقيقة متأنية، أم أنتقل إلى الطريقة السريعة المُنجِزة.
أما في روايات الجريمة والإثارة والتشويق، لا أصبر عليها أكثر من فصلٍ واحد، قبل أن أخرج برأي عنها، إن لم ينجح كاتب الأعمال البوليسية والتشويقية في جذب القارئ من الفصل الأول، فغالبًا، إما أنه لا يدرك طبيعة التصنيف الذي يكتب تحته، أو لا يملك بين يديه من أدوات الكتابة إلا بضاعة كاسدة.
وهذه إحدى الروايات البوليسية التي نجحت من الفصل الأول -13 صفحة- في جذب حواسي واستنفارها، لا سيما وقد لعب الكاتب في تلك الصفحات القلائل على عاملين جذب قويان جدًا: الصدمة، والعاطفة.
النهاية أيضًا احتفظت بعنصري الجذب نفسهما، مما جعلها من تلكُن الخواتيم التي لا تُنتسَى.