ومن شرط قوة الإيمان وتحصيله أن لا ننتظر حكم من آمنا به بل نحكمه علينا ابتداء منا تثبيتًا لإيماننا ونرضى بقضائه فينا ولا نبالي بما حكم علينا بما يهون علينا حمله أو ما لا يهون فإذا قضى بما قضى به علينا مما تعظم مشقته ويصعب حمله طابت به نفوسنا وعظمت اللذة بذلك في قلوبنا وزال عن النفس ما كان شجر بينها وبين خصمها وانقادت بحكم الله علينا سهلة ذلولة ومتى لم نجد ذلك في نفوسنا فليس عندنا رائحة من حقيقة الإيمان فى جميع ما قضى حكمه علينا.
رسائل ابن عربي
نبذة عن الكتاب
الأسفار ثلاثة لا رابع لها أثبتها الحق عز وجل وهي سفر من عنده، وسفر إليه، وسفر فيه، وهذا السفر فيه هو سفر التيه والحيرة، فمن سافر من عنده فربحه ما وجد وذلك هو ربحه، ومن سفر فيه لم يربح سوى نفسه، والسفران الأولان لهما غاية يصلون إليها ويحطون عن رحالهم، وسفر التيه لا غاية له... من عنده على ثلاثة أقسام: مسافر مطرود كإبليس وكل مشرك، ومسافر غير مطرود لكنه سفر خجل كسفر العصاة لأنهم لا يقدرون على الإقامة في الحضرة مع المخالفة للحياء الذي غلب عليهم، وسفر اجتباء واصطفاء كسفر المرسلين من عنده إلى خلقه ورجوع الوارثين العارفين من المشاهدة إلى عالم النفوس بالملك والتدبير والناموس والسياسة. ثم المسافرون إليه أيضًا ثلاثة مسافر أشرك به وجسَّمه وشبَّهه ومثَّله ونسب إليه ما يستحيل عليه... ومسافر نزَّهه عن كل ما لا يليق به ... ومسافر معصوم ومحفوظ. وأما المسافرون فيه فطائفتان طائفة سافرت فيه بأفكارها وعقولها فضلَّت عن الطريق ولا بد فإنهم ما لهم دليل في زعمهم يدل بهم سوى فكرهم وهم الفلاسفة ومن نحا نحوهم، وطائفة سوفر بها فيه وهم الرسل والأنبياء، والمصطفون من الأولياء كالمحققين من رجال الصوفية.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 707 صفحة
- [ردمك 13] 9789776751590
- أقلام عربية للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
168 مشاركة
اقتباسات من كتاب رسائل ابن عربي
مشاركة من Ola El Ghandour
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Leona Lyaetw
اتقوا الله لا تقرؤون كتب له تراه زنديق وتطاول على الدين
وتطاول على الله هز وجل
فمما قال فيه : إن آدم إنّما سمّي إنساناً ، لأنه من الحق بمنزلة إنسان العين من العين ، الذي يكون به النظر .
وقال في موضع آخر : إن الحقّ المنزّه ، هو الخلق المشبّه .
وقال في قوم نوح : إنهم لو تركوا عبادتهم لودٍّ وسواعٍ ويغوث ويعوق ، لجهلوا من الحق أكثر مما تركوا
وقوله في آدم : أنه إنسان العين ، تشبيه لله تعالى بخلقه ، وكذلك قوله : الحق المنزه ، هو الخلق المشبّه إن أراد بالحق رب العالمين ، فقد صرّح بالتشبيه وتغالى فيه