تضعُنا في عالم يتحرك ما بين ملَكتي التخيّل والواقع، محاولة تفهُّم الجمال وفصله عن غبار التشوه الأخلاقي والفكري واللغوي/ الشعري الذي يعانيه اللبناني خاصة والعربي على وجه الخصوص، تحمّل على ظهرها صوراً وأصواتاً قاسية على رقَّتها، فتلعب بالأحاسيس ومفرداتها ذات النزوع الإنساني، والتي تتحوّل إلى أشكال غريبة، إلى لوحات ألوانها ذات مؤثرات بصرية، آخذة إلى الارتقاء بالمادي كي يتسامى الشعور، وذلك ما كان واضحاً في قصيدتها «حصاة في داخلي»، عندما تقول:
الحصاةُ التي كانَتْ تسندُ الخابيةَ في داخلي
نبتَتْ تحتَها زهرةٌ
كلُّ هذا الخراب يُعرّي ويثمل
أنا الآن عاريةٌ
وأقفُ على قدمٍ واحدةٍ.
فقدْتُ يدي حينَ رفضْتُ
أن أكونَ ساعي بريدٍ
يحملُ رسالةً من رجلٍ ميْتٍ
إلى رجلٍ ميْتٍ آخر.
النساءُ لا يكتبْنَ الرسائلَ
النساءُ فقط يوصلْنَها
ليحافظْنَ على وصايا الأموات.