"الجحيم هو الآخرون."
- سارتر
التجربة الأولى لي مع كاتبة الرُعب"شيرلي جاكسون" ورواية "لطالما عشنا في حصن" بترجمة كاتبة مُتخصصة أيضاً في أدب الرُعب والماورائيات "شيرين هنائي". فبعد كُل ذلك الاهتمام كانت الرواية على المستوى؟
بكل تأكيد لا..
الرواية وأن احتوت على فكرة ورمزية ما واضحة أو مُستترة بخجل.. وستجد شرحاً بسيطاً لها بالأسفل.. ولكن المعالجة كانت سيئة للغاية.. لا أنكر أني تعاطفت مع الشخصيات بشكلاً ما.. ورُبما أكثر شخصية نالت تعاطفي هي: "كونستانس".. أما "ميري كاثرين" فلا أعلم لماذا سأتعاطف معها وخصوصاً بعد أحد الاكتشافات قُرب النهاية. ورُبما أكون قد فوت الرمزية الخاصة بها أو لا يوجد أية رمزيات من الأساس!
هذه رواية عن الخوف من الآخرين.. البشر هم أكثر الكائنات توحشاً وتجسد ذلك في أفضل مشاهد الرواية أو رُبما المشهد الوحيد الذي جعلني مشدوهاً بتفاصيل بناءه والأحداث التي تجري فيه.. هو ذلك المشهد الذي أثبتت فيه البشرية أنه أخطر عدو لنفسها.. كُل ذلك الجشع والحقد والسواد التي تملأ نفوسنا.. ومن أجل ماذا؟
عدم تقبل الآخر.. وإن أظهر أي اختلاف سنصر على هدمه والتحقير منه والسخرية.. لمُجرد أنه مُختلف.. الحقد النابع من حُبنا الجشع للأموال.. والحقد على الأغنياء لأنه أغنياء فقط!
رُبما هناك رمزية ما مُتعلقة بأن نعيش في حصون.. نُغلق على أنفسنا ولا نسمح لاقتراب أي بشري إلا من نُحبه فقط وحتى في تلك النقطة اختارت الكاتبة القرب بالدم فقط.. القرابة والأخوة.. وحيوان أليف يؤنس وحدتهم الموحشة.. ولكنها آمنة.
هذه بكل تأكيد ليست رواية رُعب، ولا حتى رُعب نفسي.. هي رواية اجتماعية رُبما.. تُريد أن ترسل رسالة عن شيئاً ما ولكنك حتى بعدما تنتهي الرواية.. لن تتمكن من وضع يدك عليه تماماً!