العقل والمعايير
تأليف
أندريه لالند
(تأليف)
نظمي لوقا
(ترجمة)
عندما يتحدث المرء عن العقل، في وسعه أن يفكر في وظائف عقلية مختلفة جدًّا. فلنقل إذن على الفور إن ما نحن بصدده هنا ليس ملكة الاستدلال والحساب وكفى. فهذا الاستعمال لكلمة العقل، كان سائدًا في العصر الوسيط، وقد بَطُل منذ أطلق موليير بيت شعره المشهور عن التفكير الذي يطرح العقل جانبًا. فالعقل الذي نعنيه هنا هو الذي يسوي ديكارت بينه وبين البداهة السديدة. إنه الذي يرمي إليه من يقول إن فلانًا على حق. حينما نقابل بين العقل (أو الرشد) والهوى (أو الغي)، أو حينما نعترف _ في أسفٍ _ أن "العقل ليس هو الذي يسوس الحب".
والإيمان بالعقل، بهذا المعنى، هو الاعتراف بأن لدى كل امرئ سوي قدرة حقيقية (أو عينية) على إدراك أن قضايا معينة صائبة أو خاطئة، وتقدير فروق الاحتمالات، وتمييز الأفضل والأسوأ في مجال الفعل أو الإنتاج.