الرواية الرابعة للكاتب الشاب (أحمد عبد المجيد)، وأهمية (أحمد عبد المجيد) بالنسبة لي تتمثل فأن على الرغم من مُشتريات المعرض الكثيرة.. لم أجد كتاب أتلهف لقرائته أكثر من رواية جديدة له.
ونبدأ باسم الرواية
(خطايا صغيرة)
ما معنى ذلك؟ خطايا وصغيرة؟
في الحقيقة اسم الرواية يستحق نجمة كاملة! فهو يصف كُل ما مرت به شخصياتنا.. ما قاموا به هي خطايا بالنسبة للناس والمجتمع ونظرته.. ولكن وهم يقومون بإرتكابها.. كانت مُجرد مرحلة توهج لم يستطيعوا منعها.. والسبب كان ذلك المرض اللعين.. (البايبولار) أو (الإضطراب ثُنائي القطب).. تعمق الكاتب ودرس المرض بما فيه الكفاية لتتناسب أعراضه مع شخصياتنا.
وعند نُقطة الشخصيات صدقني أنا لا أستطيع الكلام فيها وإلا سأكون حرقت عليك الرواية كُلها.. فسأكتفي بأن أتكلم عن الشخص الأساسي (محيي) البطل.. فهو البطل ومركز الأحداث بداية من أنه من يسرد الأحداث عن طريق بث مباشر على موقع الفيسبوك إلى نهاية الأحداث والتي أثبتت بكل تأكيد أنه البطل الأساسي لحكايتنا.. وليست (لُبنى) أبداً.
الرواية نفسية بدرجة إمتياز.. ومشوقة جداً جداً.. يكفي أن تجد نفسك متوتر ومُترقب للأحداث القادمة وفجأة تتذكر أنك تقرأ رواية نفسية وليست تشويق وإثارة أبداً!
تمكن الكاتب من سرده الدقيق ووصفه للأحداث بنقل مشاعر شخصياته بدقة بالغة، فلا أظن أن حد قام بقراءة الرواية دون أن يعكس ما يشعر به شخصياتها على نفسها أو شعر بها فعلاً.
فكُنت أشعر بكل إنفعالات (محيي) من صدمته من أفعال (لُبنى) إلى محاولته لإنقاذها إلى ثوراته وهيجانه في تعليقات البث المُباشر.. وبالطبع بعد النهاية علمنا لماذا كانت ثورته وصياحه بهذا الشكل.. فقد كان أبعد من أنه يُدافع عن (لُبنى) فقط.
نقل لنا الكاتب أعراض المرض من خلال شخصياته وجعلنا نشعر بها أيضاً..
يكفي فقط عندما التقى (محيي) و (لبنى) بـ(حُسام) و (ميادة).. كيف إنتقلت (لُبنى) من أقصى حالات السعادة إلى أقصى حالات الحزن والسواد في دقائق.. كان المشهد ملحمياً..
وتذكر أن كُل ذلك في رواية نفسية!
مُتابعين (أحمد عبد المجيد) يعلمون جيداً شغفه بالكوميكس، وأن يقوم بنقل ذلك عن طريق بطل الرواية.. وأن يختار هذه الرواية بالذات ليضع فيها جزء من نفسه فيها.. فذلك يوحي بأهمية الرواية بالنسبة له وبالنسبة لنا.
أما عن النهاية،
فبالتأكيد، بعد كُل تلك الأحداث الملحمية.. ستنتظر على ماذا ستنتهي.. لتحدث إلتواءة في الأحداث.. تُغير منظورك للرواية وأحداثها.. ستجد نفسك تسترجع كُل أحداث الرواية بسرعة.. وتقول ماذا؟ كيف؟ هل فعلاً؟ هل فعلاً تم خداعنا؟ نعم قد تم!
فبعد كُل تلك الأحداث.. وبعد إقناع البطل وسرد أحمد عبد المجيد.. فمن المُستحيل أن تتوقع تلك النهاية.. أن تذهب من أقصى اليسار إلى اليمين فجأة بدون مُقدمات.. صدقوني ذلك سيجعلك في حيرة أولاً.
تلك الحيرة ستكون مُتمثلة في: هل النهاية جيدة أم لا؟
وبعد الكثير والكثير من التفكير ستجد نفسك تهتف.. بكل تأكيد كانت رائعة.. بكل تأكيد ستتناسب مع أعراض المرض.. وهو المطلوب.
ختاماً..
كانت رواية مُمتازة بالطبع، وقلم (أحمد عبد المجيد) أصبح ناضج بما فيه الكفاية.. والآن لننتظر عمله القادم على أحر من الجمر.
يُنصح بها.