"وهل تعلم أنه في زماننا هذا لم يعد الجلادون بحاجة لارتداء الأقنعة، وبأنهم يحصلون على راتب ثابت من الحكومة؟"
الحكاية الثانية من سلسلة الحي مع "السيد هنري" الذي هو بمثابة محاكاة للكاتب هنري ميشو المنتمي للسورياليين الجُدد، الذي يحب أن يجرب جميع أنواع الكحوليات والمُخدرات، فكان المقابل لهم في حكايتنا هو شراب الأفسنتين، الذي يتجرعه السيد هنري كما يتنفس الهواء.
رغم أن الحكايات من نفس العالم تقريباً، ولكني وجدت حكايات السيد هنري أكثر إمتاعاً من حكايات السيد فاليري، رُبما لأن هناك طابعاً سياسياً خلفها، كان يظهر أحياناً في أعتى نوبات سُكر الخمر، وكان يتوارى عندما يكون لم يشرب إلا مئات الأكواب من الأفسنتين فقط. وفي النهاية، لا يُمكننا أن ننسى تلك المقولة التي تكاد تكون بديهية، ولكن لأن البشر نسوها تقريباً فتبدو للوهلة الأولى وكأنها جملة عبقرية:
"إن جرح المشاعر أمر خطير جداً. فحين تُجرح المشاعر، لا يُمكن لها أن تُشفى إلا بعد جهود عسيرة."
لا تنسوا هذه المقولة رجاءاً.