#قراءات_٢٠٢٢
رواية الصيف و فصول أخرى للكاتبة دنيا الطيب .
من إصدار كتوبيا للنشر و التوزيع .
قراءة جديدة و عمل إنساني إجتماعي بطابع فلسفي ، عمل مُربك يحمل بين طياته حكاية عن الحياة كيف نراها و كيف نحياها ؟ هل تستحق الحياة أحلامنا و سعينا أم أنها بناء في الهواء نهايته الموت و النسيان ... فلنستريح و لنتركها كما تسير !!
هنا نقرأ الحكاية على مدار خطين متوازيين ..
- الأول مع عاصي ذلك الشرطي البليد كما تراه زوجته و بناته ، يعيش حياته و يتماشى معها برودو أفعال غريبة هادئة ، و حلول يراها المحيطين به مستفزة ... هو يملك فلسفته الخاصة جدًا في الحياة و التي يتعامل بها و لا ينتوي تغييرها .
- الخط الثاني مع لينا الطفلة ذات السبعة أعوام ، الرسامة الصغيرة ، تلك اللقيطة التي تحيا مع زوجين تولى رعايتها بعدما وُجدت تائهة دون أب و أم ، و هي أيضًا لها فلسفتها الخاصة جدًا في الرسم و الحياة .
على مدار فصول الرواية و بالتتابع تأخذنا الكاتبة للتعرف على حياة البطلين و علاقة كل منهم بأهله و المحيطين به ، لنرى أحداث يومهم و كيفية تعاملهم مع مستجدات حياتهم و نقترب من فلسفتهم الخاصة .. كل ذلك بلغة رائعة و سرد متقن ، و حوارات تدعو للتفكير و التأمل ... يعيبها فقط توالى الأحداث بوتيرة هادئة و سرد مفصل جدًا في بعض المواضع ، كنت أراه بحاجة للاختصار مع زيادة رتم تصاعد الأحداث ، كذلك وجدت صعوبة في تقبل بعض الحوارات على لسان لينا و نوح صديقها و التي رأيتها أكبر عمقًا من إستيعاب أطفال في ذلك السن .
و مع طول فصول العمل و إنفصال أحداث البطلين الرئيسين ، فقد تعاملت مع كل قصة كعمل منفصل ، ليتكرر في ذهني طوال القراءة ذلك السؤال .. ما علاقة عاصي بلينا ؟ و هنا تفاجئني الكاتبة أخيرًا في الفصل الثالث عشر من أصل ستة عشر فصل بتقاطع الخطين و دمج القصتين بشكل بارع جدًا و تصاعد درامي خاطف و سرد مميز برتم موزون ، تمنيت لو كان موجودًا من أول العمل ، لتأتي نهاية الشخصيات ربما عكس ما يتوقع القارئ .. و لكني أحببت النهاية فكثيرًا ما تكتشف خطأ فلسفتك في فهم الحياة .
و على الرغم من هذه الملاحظات فهو عمل مميز يُبشر بقلم بارع يملك لغة قوية و فكر يستحق قراءة متأنية ، و كاتبة أنتظر منها عمل قادم أكثر إمتاعًا .
#الصيف_وفصول_أخرى
#رقم _٧١