رواية موجعة حد البكاء، حقيقية حد الدهشة، نقلت بلغة جميلة شاعرية وسرد آسر ممتع بشاعة الحرب دون الدخول بجدلية سياسية.
روى لنا الكاتب قصة امرأتين سوريتين "نسرين وآسيا" لا تربطهما صلة قربى، جمعتهما الحياة بكل تناقضاتهما ووحدت طريقيهما لتصبح كل واحدة منهما كل عائلة الأخرى، خلال فترة حكم داعش الاسود لمنطقة الرقة السورية. اخبرنا عن أحلامهما، وانكسارتهما، عن خوفهما وتمسكهما بالحياة رغم كل مرتا به.
رواية انسانية بامتياز، وتستحق فوزها عن جدارة ب "جائزة غسان كنفاني للرواية العربية" للعام ٢٠٢٢ وقد اثبتت هذه الجائزة مصداقيتها بوفائها لقيم الراحل الكبير في ذكرى استشهاده الخمسين اذ صرحت رئيسة الجائزة، رزان إبراهيم، إنَّ "جائزة غسان كنفاني للرواية العربية كانت حريصةً على السير على خطى غسان، في انحيازها إلى روايةٍ نجحت في تمرير الفكرة والمعنى، من دون التجنّي على القيمة الفنية".
وقد ختم الكاتب روايته باهدائها :
"إلى مَن نزحوا عن أرض الحكايات السعيدة مجبرين
إليهم في غيابهم الأخير "
وحتى لا يكون موتا عبثيا كما قالت نسرين:
❞ كل النساء بكين في تلك الليلة، بكين مثلي مرتين على الأقل، مرة حزنًا على حليمة، والمرة الثانية حزنًا على أنفسنا، أننا وباختصار قد نموت بهذه العشوائية، أليست هذه عشوائية رخيصة؟ أن تموت وأن تنجو مصادفةً؟ أن يكون موتك بلا قيمة تُذكر في فوضى ما يحدث؟ ❝
نجح المغيرة بايصال القصة:
❞ القصص السيئة تُسرد، يجب أن تُسرد، وإلَّا ما معنى حياتِنا؟ وما معنى موتنا أيضًا؟ ❝
رغم أن آسيا قررت ان تنسى قصتها لتعيش الحياة من جديد:
❞ «عندما نتوقف عن سرد القصة السيئة فإننا ننساها، هكذا لا يبقى معنى لقصة لا أحد يسردها». ❝