.
كان هنالك أربعة رجال مفعمين بالحيوية، جالسين وأرجلهم ممدودة حول مائدة طيبة على الأرض. كانوا أربعة متسولين، وقد علّق كل واحد منهم حول عنقه لوحًا صغيراً كان مستقرّاً على صدره. على أحدها كتب: (أنا أعمى)، وآخر: (أنا أصم)، والآخر: (أنا أبكم)، والرابع: (أشفقوا على الأعرج)!
.
كان الرجل الأصم أول من سمع روبن، إذ قال:
- صه! أيها الإخوة، أنا أسمع أحدهم قادماً.
أما الأعمى فكان أول من رآه، وقال: إنه رجل شريف، أيها الإخوة، ويبدو واحداً من أهل صنفنا. ثم ناداه الأخرس بصوت عظيم: مرحباً بك يا أخ، تعال واجلس بينها لا يزال بعض من الوليمة باقياً، وقليل من الشّراب في الزجاجة.
عند هذا، أفسح الرجل الأعرج المجال لروبن بينهم، وكان قد نزع ساقه الخشبية وحلّ أربطة ساقه الوحيدة، وجلس بها ممدودة على العشب ليريحها، وقال وهو يمسك بزجاجة الشّراب نحوه: نحن مسرورون لرؤيتك، يا أخ.
.
قال روبن وهو يضحك، ويتناول الزجاجة ويزنها بيده قبل أن يشرب منها: ها! يبدو لي أن الأمر ليس أكثر من أنكم كلكم مسرورون لرؤيتي! لأنني جلبتُ الرؤية للأعمى، والكلام للأبكم، والسمع للأصم، ومثل تلك الساق الصحية لرجل أعرج.
أنا أشرب من أجل سعادتكم أيها الإخوة، كما أنني لن أشرب لصحتكم، لأنكم من الأصل أصحّاء نفساً وطرفاً.