ينبغي إذن أن لا نعكس الأدوار، وألا نجعل من اليونان نحن (أوروبيين)، وهم ليسوا إلا ورثة أسلافهم العرب.
هدم الإسكندر: بين الأسطورة الكاذبة والواقع الذي كان
نبذة عن الكتاب
على مدار قرون طويلة تنازعت كثير من الدول إرْث الإسكندر ومجده، فلقد عُدَّ مقدونيًّا، ويونانيًّا، وحتى أوروبيًّا وأمريكيًّا، بل إنه فينا من أصرَّ على أُصوله العربية، غير أن الإسكندر لم يكن أيًّا مما سبق، فما حقيقة الإسكندر وإلى أي الهويات ينتمي؟ وما مدى صحة أسطورته بوصفه قائدًا عسكريًّا عظيمًا يستحق التبجيل والإشادة؟ هذا الكتاب لا يقدم سردًا مُفصلًا لتاريخ الإسكندر كما لم يجئ في المصادر العربية المختزلة لسيرته فحسب، لكنه يأخذك على بساط الريح ليعرفك بممالك العالم القديم، ومراكز القوى المتصارعة فيه، لتتعرف بأساطيرها، ودياناتها، وثقافتها التي سادت، وإنك ستدهش حين تجدها القوى المتصارعة نفسها حتى يومنا هذا. في هذه الأثناء سنطرح على أنفسنا جُملة من الأسئلة المثيرة، ستفاجأ أنت شخصيًّا من إجاباتك عنها، بالنهاية هي واحدة من تجارب العصف الذهني قد تغير من طريقة تفكيرك في كثير من الأمور.عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 328 صفحة
- [ردمك 13] 9789778241198
- الرواق للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب هدم الإسكندر: بين الأسطورة الكاذبة والواقع الذي كان
مشاركة من bassel
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
محمد أحمد خليفة
كيف يمكن أن أبدأ هذا التقييم الذي تمور حروفه بعقلي، فَتَتَسَّيَدُ زمامَ أفكاري لثلاثة أيام كاملة خلت منذ انتهيت من قراءة هذا الكتاب التاريخي والبحث التأريخي العظيم والمُوَثَّق بكل شغف وحب واهتمام من ضمير واعٍ لقلب باحث يَكُنُّ لوطنه وهويته كل الفخر والمباهاة، ويسعى بكل ما في روحه من إخلاص وثبات عزم ليجلو عن أفهامنا وعقولنا ما تراكم عليها من رماد وفتات أفكار زائفة وأساطير عبثية، ومغالطات لا تمت للمنطق بأدنى صلة تُذْكَر؟!
حار فكري في أن أصيغ بكلماتي مدى تقديري وحفاوتي بهذا البحث الرائد والجريء، الذي لا أُبالغ إن قلتُ وبكل صدق أنه كتاب العام 2021 بلا منازع، بل وأثِقُ في فطنتي لِكُنْه هذا الجهد غير المسبوق في أن يكون مادة للدراسة لطلاب المرحلتين الثانوية والجامعية في مناهج التاريخ، وأن يحظى بما يستحقه من إشادة وتقدير، هو وباحثه الفذ "رامي رأفت" في المحافل الأكاديمية والندوات البحثية، وأوصي بأن يتم تقديمه لقراء العالم من خلال ترجمته ترجمة أمينة ودقيقة للغات الأكثر ذيوعًا على سطح الأرض، وبخاصة الإنجليزية والإسبانية والصينية والفرنسية والألمانية والإيطالية.
كم هو رائع أن نجد من جيل شباب الأدباء المصريين المثقفين مَنْ هو في قامة وقيمة "رامي رأفت". هذا الرجل الذي برع في الأدب بشقه التاريخي، فقدم لنا روايتيه "الياوران" 2016 و"باب الجنة" 2017، حازَ قصب السبق في أفكاره المتألقة التي لم يسبقه إليها أحد، فقدم لنا كتابه الأول "النازيون العرب" 2020، ثم كانت المفاجأة المذهلة حين أهدانا كتابه الثاني "هدم الإسكندر" 2021.
إن قيمة "هدم الإسكندر"، والتي أُجزم وأراهنُ على تصدرها للساحة الثقافية والفكرية لسنوات طويلة قادمة، تحتاج منا للتفكر في محتوى الكتاب، وهدف الباحث منه، لنصل في النهاية إلى الإيمان العقلي والمنطقي، و كذا القناعة الشخصية والفكرية برؤيته الثاقبة وبصيرته النافذة وحججه وبراهينه التي لا تقبل الدحض أو مجرد الشك والتأويل.
لقد تَبَنَّى الباحث، المتجرد من نزعاته وأهواءه الشخصية والفكرية، سبيل الحق والصدق مع نفسه ومع مَنْ يقرأون له، فأقام من نظريته الفكرية والفلسفية، في تفسير هويتنا وكينونتنا وانتماءاتنا، صرحًا من الحقائق الساطعة التي لا ترهبها جحافل الظلام البائسة الهزيلة من إدعاءات خبيثة، تغلغل بها المنتفعون ممن يسطرون التاريخ على أهواءهم، فيقلبون الحقائق ويطمسونها حتى حين، فجاء كتابه الرائد "هدم الإسكندر" ليهدم الأسطورة المكذوبة والأفكار والمعتقدات المغلوطة التي تبنتها ذاكرة الأمم والشعوب عبر تاريخ حضاراتها المختلفة في كتاب واحد، غير أنه أعظم قيمة وأوقع أثرًا من أسفار ومجلدات بأكملها، لما يحويه من فكر فذ ومقارعة بالحجة والمنطق، لا يملك معها المتشكك أو المجادل سوى الإقرار بوجاهتها وحكمتها ومنطقها السليم الراسخ.
لقد كان فهمنا الخاطئ لهويتنا وانتماءاتنا قاصر بفعل قوى خارجية سيطرت على تاريخنا الجمعي ومقدراتنا وثرواتنا ردحًا من الزمان لا يُسْتَهان به، فكان من الطبيعي أن تنشأ أجيال تليها أجيال لا تدرك حقيقة ما حِيْكَ من خلف ظهورها من مؤامرات ودسائس، كان هدفها الشيطاني الأول هو طمس الهوية وفقدان البوصلة التي توجهنا لأصولنا الضاربة بجذورها الثابتة في الأرض والشامخة في العلياء كالأوتاد من الجبال التي تناطح بقممها السماء، ما نتج عنه أن صرنا كيانات ممسوخة مذبذبة لا إلى هؤلاء ولا إلى غيرهم، بل بَيْنَ بَيْن، تكاد أتفه الأقوال التي لا ندري مصدرها ولا نفهم فحواها أن تسلبنا عقولنا ومبادئنا، فنسير خلف الناعقين بما يسطروه لنا، ونؤمن بما يملونه علينا، وحتى الرغبة في البحث والتقصي زهدناها، فحُقَّ علينا التخبط والاضمحلال في متاهات الزمن الأبيد.
ثم يأتي مَنْ يحملون لواء التنوير، فيرشدون العُمْي في متاهاتهم للحق والفكر الصحيح المستنير، بقوة الحجة والمنطق والبرهان، فهؤلاء بحق هم مَنْ يحررون الفكر من الخرافات والأساطير، ويزيلون رماد الوهم الذي تراكم بتقادم العهد، فيجلون الحقيقة بيضاء ناصعة لا شية فيها ولا شائبة تعكر صفوها.
إن "الإسكندر" الأسطورة، ليس كما كنا نظن، كما أنَّ الحضارات التي تنافست لنسبه إليها مخطئة ومزيِّفة لواقع التاريخ، أما نقاء أي جنس بشري على الأرض وأصالته التي تَدَّعِي عدم اختلاطه بالأجناس والأنساب الأخرى على مر الزمان فأكذوبة كبرى، فليس هناك من حضارة واحدة انغلقت على نفسها فازدهرت لحالها دون الانفتاح على الحضارات الأخرى، بل إن واقع أحداث الزمان يثبت أن الحضارات تلاقحت وتناسلت بالسلم تارة وبالحروب والغزو والاستيطان تارات وتارات.
إنَّ الفطن اللبيب الذي ينظر لحقيقة الأمور وجوهرها، لا إلى ما يتناقله الناس عنها من أساطير وأكاذيب، لها من البريق ما يخلب اللب، ويميل بالعاقل المنصف عن جادة الحق والصواب إلى الزيف مما رسخ في عقول وقلوب الذين بهرهم زخرف الحضارة الغربية، فأغشى عيونهم عن الفساد الذي ينخر كالسوس في أساساتها، ونسوا حضارتهم العظيمة التي كانت أساس نهضة وتقدم كل الحضارات التي جاءت بعدها، ليدرك بلا أدنى عناء منه أو مشقة ما في هذا السفر القيم من حكمة ورجاحة رأي وفكر سديد مُثْبَت بالعقل والمنطق والأدلة وحسن القياس.
لقد أبدعَ الباحث، وهذا فضل الله يؤتيه مَنْ يشاء، في أن يجمع بين دفتي كتاب تربو صفحاته على الثلاثمائة، تاريخ حضارات بأكملها، وقيامها وسقوطها، وملوكها وسيرهم، وحروبهم مع الحضارات والأجناس الأخرى، بل وميثولوجيا كل حضارة ومعتقداتها وأساطيرها وثقافتها، وحياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وساح بنا في أرجاء العالم القديم في رحلة عجيبة متفردة ومرهقة ومدهشة للغاية، فصور لنا الغزوات والحروب والخطط الحربية والعسكرية، وأيام الحصار الطويلة والمضنية، وهزائم الجيوش وانتصاراتها، وفتوحاتها وما اقترفته من جرائم في حروبها، ستظل الإنسانية منها في خزي إلى يوم الدين، وعَرَضَ لنا التحالفات والانقلابات، وأسماء الملوك الذين حكموا هذه الحضارات: المصرية والفارسية والرومانية والإغريقية والأشورية والبابلية والفينيقية والكنعانية... ومَنْ خلفوهم بأحقية الميراث أو بالخيانة والخداع، وغيرهم الكثير والكثير ممن لا يتسع المجال بأي حال من الأحوال لذكرهم، فكانت رحلة في التاريخ لا تُنْسَى، يتجلى فيها بحق جهد الباحث المضني في سبيل جمع المعلومات الموثوقة من مراجعها المعتبرة المتفق على أصالتها وثبت مصادرها.
لكن دعونا لا ننسى في خضم كل هذه المعلومات والحقائق التاريخية المذهلة ما أراد الباحث منا أن ننتبه إليه وأكده في مستهل بحثه القيم وفي ثناياه والختام.
إنَّ الهوية تتحدد بالثقافة والاختيار، لا بالأرض أو باللغة أو بالدين أو بالأصول العرقية القديمة. أما الإسكندر فهو شرقي بأصوله وروافده، وعالمي باختياره وقراره وطموحه، وهو في حقيقته سفاح ومجرم حرب، بنى مجده فوق جثث ضحاياه من الشعوب التي غزتها جيوشه، فاستباحت دمائها ومقدراتها، وهو لا يختلف عن الطغاة الذين سبقوه أو خلفوه، بل ربما كان أسوأ منهم، فقد كان بعضهم يسعى ليثبت ويحقق رؤية أو مبدأ يعتنقه، أما الإسكندر فكان يحقق مجده الشخصي الذي كان يريد به أمام العالم أن يضارع الآلهة في أساطير الأقدمين، بل وأن يتحدى إرادتهم ويبزهم ويعلو عليهم، أما تصويره كفاتح عظيم فمحض وهم وأسطورة إن تعمقنا في سيرته لأدركنا زيفها وبهتانها.
والأهم من هذا وذاك هو أن ندرك حقيقة هويتنا وأصولنا وجذورنا وحضارتنا التي بعدت بيننا وبينها الشقة، فإن أدركنا وفهمنا، كان بمقدورنا أن نخطط لحاضرنا ومستقبلنا، بما يضمن لنا أن نستعيد أمجادنا وريادتنا التي كنا بها منارة العلم والنهضة والفكر لحضارات العالم المختلفة.
-
Mohammad Rayyan
هذا الكتاب غني جداً بالمعلومات التاريخية لحد الإشباع، وأجمل من ذلك حيادية النص وأسلوب الحكم الفردي على المعلومات وطريقة السرد بالعصف الذهني.
هو ليس رواية بل كتاب يرقى لأن يكون مرجع مهم جداً لحقبة تاريخية مليئة بالأساطير والخزعبلات محّصها الكاتب بمنهجية علمية عالية.
على عكس كثير من الاتجاهات الحالية التي تحاول تفنيد كثير من الزيف الواقع على شخصيات إسلامية وعربية ، هذا النص الجميل اخد منحى آخر في تفنيد شخصيات يعتبرها الكثيرين من أعظم من دب على وجه البسيطة ولكن الحقيقة مغايرة تماماً وقد تصدمك.
جهد جبار يشكر عليه الكاتب وأتمنى له مزيداً من التوفيق.
ابو المقداد
٤ نوفمبر ٢٠٢٤