شوف عبدالله … غسان ضلعه مكسور… الكسر الوحيد اللي ما يجبره طبيب.. يجبره الزمن… مثله مثل كسرة القلب.
لن تجد الشمس في غرفة مغلقة
نبذة عن الرواية
"مات! كيف مات؟" بجذعه مال غسان إلى الأمام، وبأصابع يده اليمنى ميَّم مسدسًا وصوب فوهته تُجاه رأس أيمن: "برصاصة وحدة بين عيونه." أيمن ما جفل. عيناه واثقتان، متشوقتان: "ومين قتله؟" بوووه..ومرةً أخرى لم يجفل، عيناه حتى ما طرفتا. مال غسان إلى الوراء على مقعده رافعًا المسدس مع فوهته إلى الأعلى. نفخ عليه مثلما يفعل أبطال الكاوبوي في الأفلام، وأعاد كف يده إلى صورتها الأولى، مفرودةً فارغة. زفر نفسًا عميقًا وألقى برأسه إلى الخلف. عيناه تحدقان إلى لمبة النيون المثبتة في السقف: "ما بعرف." حذا أيمن حذو صديقه وألقى برأسه هو الآخر إلى الخلف وحدق إلى لمبة النيون المتقطعة. كان يعلم أن غسان يكذب عليه، أن غسان يعرف تمامًا مَن قتل أباه. لكن أيمن سمح لصاحبه بهذه الكذبة، سمح لصديقه الوحيد بتأجيل اعترافه بما هو معروف لدى الجميع.عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 416 صفحة
- [ردمك 13] 9789921723946
- منشورات تكوين
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية لن تجد الشمس في غرفة مغلقة
مشاركة من Fatma Al-Refaee
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Khaled Sharif
"يده تنزلق.
يسقط
ويسقط
ويسقط
السواد في عينيه قاتم كما الليل."
رواية "لن تجد الشمس في غرفة مُغلقة" هي رواية مُفعمة بالألم الخالص، رحلة نفسية وسردية مُمتعة، ولكنها سودواية، جريئة، ومؤلمة.
تتناول الرواية حكاية غسان "الفلسطيني الكويتي"، أيمن "الفلسطيني الأردني"، عبدالله "الكويتي"، وما حملته جنسيتهم لمصائرهم من أحداث غير متوقعة، وألم لم يطلبوه، وفهم للعالم الذي يعيشوا فيه في وقت من المُفترض أنه أجمل سنين حياتهم؛ سنين الطفولة والمُراهقة. ولكنهم كانوا ضحية جنسياتهم، في الوقت الخاطئ تماماً.
بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي الدامي -والذي كلما قرأت عن الغزو في أي كتاب أجد من العنف والكره والشراسة غير مُبرر، غير مفهوم، ما سر هذا الحقد الدموي؟ كيف يعيش الشخص الذي يقوم بقتل نفس ببرود أعصاب؟-، يعيش "غسان" نتيجة اختيار قرار والده الإنحياز إلى الجانب العراقي، والذي دفع حياته نتيجة عن اختياره، ولكنه وصم بابن الخائن، ويعيش "عبدالله" حياة "ابن الشهيد"، لاستشهاد والده بسبب خيانة طبيب فلسطيني له، حيث أنه كان فرداً من المقاومة الكويتية للجيش العراقي. معهم "أيمن" وهو واحد من الشخصيات التي سأظل أتذكرها لفترة لا بأس بها، شخصية مكتوبة بتعقيد جيد، لها أبعاد غريبة وغرائبية، وهو أيضاً ضحية، ضحية والده الكاتب، ووالدته الهاربة، وفوق ذلك موصوم بالغبي!
لنرى، كيف سيُصبح الثلاثة المُختلفين تماماً، أصدقاء سوياً.
فتحت لي الرواية زاوية لم أكن قرأت عنها من قبل وهي تاريخ العلاقة الكويتية الفلسطينية -شعباً لا حكومة- والتناقضات والتقلبات التي تحملها، وكما ترى الرواية تسرد الجنسيات كمُعرف أساسي للشخصيات، وهي فعلاً مُحرك أساسي للأحداث، فالتحسس من الجنسيات هنا لن يجعلك تتفاعل مع الأحداث، التي هدفها الأساسي هو رصد تلك الفترة وما تحمله من تيه اجتماعي ونفسي، نحي جنسيتك جانباً، أقرأ وتمتع بالسرد الدافئ من الكاتبة "إيمان أسعد"، واللغة الرائعة التي تكتب بها، أحياناً كنت أشعر أني أقرأ الرواية شعراً، أو شعراً روائي، لو كان هذا التعبير صحيحاً.
رواية "لن تجد الشمس في غُرفة مُغلقة" هي رواية تُقرأ على مهل، وبتروي، ولا بأس لو انهيتها وقررت أنك لا بُد أن تقرأ هذه القطعة الفنية مرة ثانية -أنا سأفعل ذلك بلا شك-، رواية مليئة بالرمزيات الواضحة والمُستترة، بعالم المُراهقة، والشجن، والحزن. أكبر تأثير تفعله رواية بي هي أن تجعلني أتخيل وأتمنى أن أكون موجوداً داخلها، كأحدى الشخصيات الجانبية حتى لو كانت شريرة، لا بأس حتى لو كُنت شرشبيل.
رواية جريئة طرحاً ولغة، وتُقرأ لنتأكد هل الشمس فعلاً لا تدخل الغُرف المُغلقة؟