"الطريق الوحيد للتعلم يمر بالحياة."
تنتمي رواية "مكتبة منتصف الليل" إلى الروايات ذات تيمة الأكوان الموازية أو الحيوات المُتعددة لنفس الشخص/ الأشخاص، رأيت هذه التيمة في أفلام كثيرة، رُبما أشهرهم بالنسبة لي كانا فيلمان: "طير أنت" و"ألف مبروك"، التيمة مُقاربة لا أقول أنها مُتشابهة 100% ولكنها تؤدي إلى نفس الفكرة الكبيرة التي يُريد منها الكاتب أن نصل إليها.
تُقرر "نورا" الانتحار بعدما وجدت أن حياتها عُبارة عن سلسلة فشل مستمر، لا شيء في حياتها صحيح، وفي مكانه، شعرنا بهذا كثيراً في حياتنا؛ أليس كذلك؟
وعندما تُقرر أن تنتحر باستخدام أحد الأدوية، تجد نفسها تستيقظ في مكتبة منتصف الليل؛ التي تُتيح لها أن ترى نفسها في حيوات أخرى، تتصفح كُتباً تحمل اختياراتها المُختلفة، ماذا لو تزوجت؟ ماذا لو أنجبت؟ ماذا لو درست الفلسفة؟ ماذا لو أكملت حلم والدها بالسباحة؟ ماذا لو أكملت حلم أخاها بالإنضمام إلى فرقة موسيقية؟ والعديد من الاحتمالات، التي تفاجئت إنها موجودة من الأساس. ولكن كُل حياة كان ينقصها شيء، فمبجرد أن تشعر بخيبة الأمل نحو حياة أو مسار في حياتها تتلاشى وتختفي منه وتعود إلى المكتبة. مُثير للاهتمام، أليس كذلك؟
"ولكنك لن تعيشي حياتك أبداً إن كنتِ تبحثين عن معنى الحياة."
رُبما يكون هذا الإقتباس هو أكثر إقتباس وقفت أمامه كثيراً، أتفكر فيه ورغم بساطته يحمل عمقاً كبير، هل إذا قضينا حياتنا نبحث عن معنى لها ولم نجده، فهل بذلك نكون جعلنا حياتنا تتجه إلى الجانب الخاطئ؟ هل أضعناها؟ ولم نعيشها؟
هل الغاية من الحياة هي عيشها؟ أم أن نبحث لها عن معنى؟ رُبما هو خليط من ذاك وذاك، رُبما أن نجد للحياة معنى بشكلاً ما يُساعدنا على أن نعيشها ونطيقها، ونصبر على لامعقوليتها وظُلمها.
ختاماً..
رواية لطيفة، وخفيفة، تحمل العديد من الأفكار التي ستجعل عقلك نشط ولو قليلاً، رُبما يعيبها النمطية أكثر من اللازم، ولكن لو كتب هذه الرواية شخصاً غير "مات هيغ" لرُبما كانت سيئة تماماً، فالكاتب استطاع أن يجعلني رغم معرفتي بحدود وشكل النهاية، ولكني لا زلت مُستمتعاً بالقراءة ومُندمج فيها.
يُنصح بها.