كنت فالبداية إعتقدت بأن الرواية ككل الروايات ربما قصة حب أقرأها وأنا أهنأ بكوب قهوة لأرسم البسمة على تفاصيل يومي ، ولكن ولد فاطمة إستدرجني بشكل مريب الى دائرة الحزن والقلق والقهر ،، هذة الرواية كالعاصفة في غير أوانها ، ربما لم ترصدها الأرصاد الجوية لأنها فجأة إقتلعت كل الأبواب الموصدة بمجتمعاتنا العربية لتعري ستار الوجاهة والتموضع وأخرجت أصعب وأحرج مخاوفها ، بكل بساطة تمكن الكاتب من إستدراجنا ليضعنا في دائرة مسورة بالمرايا ، مرايا تعكس عيوبنا بشكل مؤلم لا يمكن لأعيننا أن تتفاداه ، مرايا تخجلك بحقيقتك وتعرفك على نفسك بطريقة لم تتمناها ، فكم من فاطمة بهذا العالم وكم من يوسف وكم من بؤس يعاش مع الجهل ، بالوقت الذي ينغمس فيه العالم بمساحيق التجميل لأخفاء العيوب تأتي هذة الرواية والله ك كاميرا الهوية الوطنية تصفعك بالحقائق ، أبكتني ، آلمتني ، قهرتني ،، تمنيت في عدة مواقف لو أن فاطمة أمامي لكنت جلدتها مليون جلدة ، الرواية تأهيل لكل أم لتكون أماً ، كلنا نعلم بأن هناك فاطمة في كل بيت ولكننا لا نريد يوسف في أي بيت أرجوكم ،،
* السرد وطريقة التسلسل والتفاصيل والفكرة تمكن الكاتب جاسم العمران من تقديمها بشكل رائع وجميل ، وأتمنى لكل أم أن تقرأ الكتاب لأنه كتاب يغير الكثير وينشط العقل الباطن لها