"لا قيمة للأشياء بغياب أصحابها."
رواية "السبيليات" للكاتب الكويتي "إسماعيل فهد إسماعيل" تُعرفنا معنى الوطن، والانتماء له، قيمة الأرض، والتشبث بها، رغم الحروب، رغم التهجير، رغم السياسة، رغم كُل شيء، لم تكن تريد "أم قاسم" إلا أن ترى قرية "السبيليات" تنعم بالحياة من جديد، يعمرها ضجيج سُكانها، الذين لفظتهم الحرب خارجها.
السؤال الذي دار بخلدي طوال أحداث الرواية؛ هل يُمكن أن نعيش بلا وطن؟ بلا أرض؟ لماذا لم ترضى "أم قاسم" بأن ترحل في هدوء؟ لماذا تتشبث بجذور أرضها؟ ماذا قدم لكي وطنك يا "أم قاسم" حتى تربطي مصيرك بمصيره.
جمال هذه الرواية، أنه يُبين لك نتائج الحرب ودمارها دون أن يتطرق إلى ذلك مُباشرة، يكفي ذلك الخواء الذي حصل للقرية، التحول الرهيب للجنود، والطريقة العسكرية في تنفيذ الأشياء، طاعة عمياء، حتى في طعامهم، حياة على كف عفريت، ولا زالوا يُنفذون الأوامر في أبسط الأشياء، حتى قلبت حياتهم "أم قاسم"، للأفضل، أعطتهم أملاً بشكلاً ما، أن رغم كُل الشر الموجود، هناك خيراً.
"سألته مرة عن نوعية الألم الذي يُعانيه، ابتسم بأسى. كمن ينطحن بين صخرتين هائلتين."
ستظل حالة الكاتب "إسماعيل فهد إسماعيل" مُميزة وفريدة من نوعها، كويتي يكتب عن أوجاع العراق، لنا عبرة في ذلك، ليكون دليلاً واضحاً وهاماً على أن السياسات والحروب والعنصريات الراهنة، يمحوها الأدب، وأن جمال ما يُكتبه، يكون بلسماً على قلوبنا المُتفرقة والمُتشتتة.
ختاماً،
رواية قصيرة، ولكنها جميلة، تحمل تأملات ومعاني كبيرة، ولا تخلو من الرمزيات بالطبع.
يُنصح بها.