ثنائية المال و الحب. قصة عمرها مائة عام. عفوا القصة أقدم من ذلك بكثير ربما عمرها من عمر المال فالحب أقدم من المال بل و أقدم من الوجود و لكن الرواية عمرها حوالي المائة عام و ما زالت تتكرر و لن تنتهي مثيلاتها أبدا طالما بقي المال. من الملام إذا؟
زوجة وجدت زوجها يعود من الحرب بإصابة أقعدته و أفقدته ذكورته و زوج أخر يعود من الحرب فيجد زوجته قد هربت مع أخرين. أما الزوجة المفجوعة بزوجها فتبقى على اخلاصها له حتى تذبل و يحرضها أبيها على اتخاذ عشيق لكى تعيش حياتها بصورة طبيعية أما زوجها فلا يجد مانع على أن تنجب له وريثا يملأ عليهم البيت و يرثه و لا يلزم أن تقول له من هو أبو الولد و لا يلزم أيضا ان اتخذت عشيقا ما دام ذلك بغرض الجنس و التسلية فقط مع كتمان ما يحدث عنه شخصيا.
تقع الزوجة في قبضة عاشق تلو الأخر و لكنها في النهاية تجد نفسها في قصة حب من نوع غريب يحتم عليها مواجهة المجتمع و الاختيار بين الأرستقراطية و المال أو الحب.
قد تبدو لك قصة تقليدية لمجتمع منحل و لكن تحليل الكاتب للدوافع و غوصه في نفسيات أبطال الرواية و وجود البعد الاجتماعي المتمثل في المقارنة الدائمة بين زحف المادية الرأسمالية من جهة و الشيوعية من الجهة الأخري في مقابل السعادة الحقيقية التي قد تكون لحظات من عمر الإنسان .. كل ذلك جعل من الرواية إحدى تلك الروايات التي لا تمر مرور الكرام