رواية "العزبة" للكاتب "يوسف نبيل" هي رواية من نوع الديستوبيا الواقعية، فرغم الخيال الجامح في الحدث الرئيسي للرواية، فلا تستبعد أبداً أن يحدث، فقد شاهدنا منه درجات مُختلفة حولنا.
تبدأ الرواية من العزبة، التي من المُقرر لها أن تُهدم، لم يقولها أحداً صراحة، ولكن النية واضحة، الكل في خدمة المجمع السكني الجديد الذي يُبنى بجوارها "وندرفولاند"، الذي استغرب الجميع مكانه فأغلب هذه المجمعات توجد بأطراف نائية من البلد وليست في وسط البلد، بجوار العزبة، ولا تفهم من العزبة أنها بداخل قرية ريفية مثلاً، ولكن أظن أن لها دلالة أقوى وأوضح، ينقشع غموض الدلالة كلما تقدمنا في الأحداث.
ومن خلال لفيف من الشخصيات، يُقدم الكاتب أفكاره العديدة، من دناءة شخصيات، وظلم، وفقر، ووحدة، وتوحش البشر، إلى الحد الذي يجعل أخ يأكل حق أخيه، ورجل دين يتحرش بفتيات، وأب يتاجر بابنته ليأخذ من وراءها أموالاً. ذلك الخط الفاصل الذي رسمه الكاتب بين شخصياته، الخط الذي بمجرد تعديه يُصبح الرجوع منه صعباً، ففي الفقر تُصبح كل الأشياء مطاطة، الاخلاق والرشوات والدين، الكل يُطوع من أجل سد الرمق والجوع، فمن يأبه بمصدر أموال في ظل أنه عليه مسئوليات أكبر من طاقته.
ختاماً..
رواية جيدة، تحمل لفيف من الشخصيات، وفكرة هامة سودواية، من خلال سرد مُختلف، مثل كسر الجدار الرابع بالأفلام والمسلسلات، لنعيش مع مآسي قاطني العزبة، لنكتشف بنهاية الرواية أن العزبة نحن داخلها لا خارجها.
يُنصح بها.